“عدن“| هل اقترب المجلس الانتقالي من إعلان الانفصال: ترتيبات دينية وسياسية لتكريس الأمر الواقع في الجنوب..!

5٬898

أبين اليوم – خاص 

بدأ المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، الأحد، خطوات عملية تمهّد لإعلان الانفصال رسميًا في جنوب اليمن، وذلك بعد نحو أسبوعين على بسط فصائله سيطرتها الكاملة على المناطق الشرقية من البلاد.

وفي هذا السياق، أصدر رئيس المجلس عيدروس الزبيدي قرارًا بتشكيل ما سُمّي بـ“هيئة الفتوى الجنوبية”، في خطوة اعتبرتها مصادر داخل المجلس جزءًا من حزمة قرارات يُتوقع صدورها تباعًا ضمن الترتيبات السياسية والتنظيمية لإعلان فك الارتباط عن اليمن.

وبحسب المصادر، يسعى المجلس من خلال هذه الهيئة، ذات التكوين السلفي الجامي، إلى احتواء الفصائل السلفية المتعددة الولاءات، لا سيما تلك المرتبطة بالسعودية أو أطراف إقليمية أخرى، عبر إضفاء غطاء ديني على مشروع الانفصال المرتقب، رغم وجود رفض واضح من قوى وتيارات جنوبية لهذا المسار.

ولا تزال دوافع هذه الخطوة محل جدل، في ظل عدم اتضاح ما إذا كانت تمثل مناورة سياسية من الزبيدي لمواجهة الضغوط السعودية المتصاعدة، أم أنها تعكس توجهًا جديًا وحاسمًا نحو إعلان قيام كيان جنوبي مستقل.

تحليل:

تعكس هذه التحركات محاولة المجلس الانتقالي الانتقال من مرحلة السيطرة العسكرية إلى شرعنة سياسية–دينية لمشروع الانفصال، في توقيت بالغ الحساسية إقليميًا.

فإقحام “هيئة فتوى” في مسار سياسي خالص يكشف إدراك الانتقالي لخطورة الرفض الجنوبي الداخلي، وسعيه لاستخدام الدين كأداة تعبئة وضبط للفصائل غير المضمونة الولاء.

في المقابل، قد تمثل الخطوة رسالة ضغط موجهة للسعودية مفادها أن البدائل مفتوحة، وأن استمرار التضييق قد يدفع الانتقالي لتسريع إعلان الدولة، حتى وإن جاء ذلك على حساب تعميق الانقسام الجنوبي وتفجير صراع جديد داخل معسكره نفسه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com