حملة إقصاء شاملة في حضرموت والمهرة: الانتقالي يعيد هندسة الجيش لصالح مشروع السيطرة والنفط..!

5٬895

أبين اليوم – خاص 

نفّذت قيادات فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالية للإمارات، حملة إقصاء واسعة طالت عددًا من القيادات العسكرية والأمنية من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، عقب سيطرتها على معسكرات ومواقع “المنطقة العسكرية الأولى” بوادي حضرموت، ومحور الغيضة في محافظة المهرة، الأسبوع الماضي، دون مواجهات تُذكر.

وبحسب مصادر عسكرية، أطاح الانتقالي بشكل جماعي بقادة الألوية وأركاناتها وقيادات الكتائب في تلك المناطق، وعزل جميع القيادات المنحدرة من محافظات أبين، حضرموت، شبوة، والمهرة، واستبدالهم بعناصر موالية له جرى إرسالها مسبقًا من محافظتي الضالع ولحج.

وكان من أبرز القيادات التي جرى إقصاؤها قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء صالح الجعيملاني، إلى جانب أركان المنطقة عامر بن حيطان، وقائد اللواء 315 علي الخضر الدنبوع، إضافة إلى القيادي فرج العتيقي، قائد اللواء 11 حرس حدود سابقًا، فضلاً عن عزل قائد اللواء 101 شرطة جوية سعيد الحمر، ومدير أمن وادي وصحراء حضرموت عبد الله بن حبيش الصيعري، وعدد آخر من الضباط والكوادر الأمنية.

وأفادت المصادر بأن هذه الإجراءات أفضت إلى نزع السيطرة الفعلية لتلك القيادات عن معسكراتها، وتعيين قيادات جديدة موالية للانتقالي في حضرموت والمهرة.

وفي السياق ذاته، أعلنت ما تسمى “هيئة الأركان” في وزارة الدفاع في حكومة بن بريك، ومقرها مأرب، مقتل 32 ضابطًا وجنديًا من قوات المنطقة الأولى، وإصابة 45 آخرين، بينهم أسرى، خلال الأحداث الأخيرة.

من جهته، اتهم “حلف قبائل حضرموت” المقرّب من السعودية عناصر المجلس الانتقالي باختطاف عدد من الجنود الجرحى من داخل مستشفيات مدينة المكلا ونقلهم إلى جهات مجهولة.

تحليل:

تكشف حملة الإقصاء الواسعة التي نفذها المجلس الانتقالي أن ما جرى في حضرموت والمهرة يتجاوز مجرد إعادة انتشار عسكري، ليصل إلى تفكيك ممنهج للبنية العسكرية المحلية واستبدالها بقوة عابرة للمناطق والولاءات، تدين بالولاء المطلق لأبوظبي.

فالاستهداف المنهجي لقيادات من أبناء المحافظات ذاتها، مقابل إحلال عناصر قادمة من الضالع ولحج، يعكس مشروع هيمنة لا شراكة، ويؤسس لصراع جنوبي–جنوبي طويل الأمد.

وفي ظل الربط المتزايد بين هذه التحركات والسيطرة على الحقول النفطية، والتقاطع الواضح مع مصالح أمريكية وإسرائيلية في شرق اليمن وسقطرى، تبدو حضرموت والمهرة وقد دخلتا مرحلة إعادة رسم نفوذ إقليمي، قد تُستخدم لاحقًا كنقطة ارتكاز لإعادة إشعال الحرب الشاملة، لا كمنطقة استقرار كما يُروَّج.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com