“عدن“| في فضيحة فساد جديدة: اتهامات للارياني بتحويل وزارة الإعلام إلى غرفة صراع سياسي..!
أبين اليوم – خاص
شنّت وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي هجومًا حادًا على وزير الإعلام في حكومة التحالف، معمر الإرياني، متهمةً إياه بإدارة وزارة “بلا مهام حقيقية” من خارج البلاد، رغم استمرارها في تلقي موازنات تشغيلية كبيرة بالعملة الصعبة.
وقالت تلك الوسائل إن وزارة الإعلام لا يظهر لها أي نشاط مؤسسي فعلي داخل المحافظات المصنفة “محررة”، في وقت يتم فيه – بحسب الاتهامات – تحويل جزء كبير من موازناتها إلى حسابات خاصة، وسط غياب الرقابة والمساءلة.
وكشفت تقارير إعلامية عن اتهامات واسعة تطال الإرياني تتعلق بالفساد المالي والإداري، من بينها تضخم كشوفات الإعاشة، والصرف على أنشطة غير موجودة، واستلام موازنات تعود لثلاث وزارات مختلفة يتم إيداعها في حسابات خاصة، إضافة إلى إدارة وزارة سيادية من الخارج دون أي أثر ملموس على الأرض.
وأضافت وسائل إعلام الانتقالي أن الإرياني حوّل وزارة الإعلام إلى منصة صراع سياسي، تموّل حملات إعلامية من فنادق في الرياض وتركيا وقطر، وتستخدم المال العام لتوجيه خطاب تحريضي يستهدف المجلس الانتقالي وقياداته وقواته.
كما اتهمت الوزير ببناء شبكة واسعة من الإعلاميين والصحفيين المنحدرين من محافظات شمالية، جرى إدراجهم ضمن كشوفات إعاشة شهرية بالدولار، دون عقود واضحة أو مهام محددة، فضلًا عن إدارته مجموعات مغلقة على وسائل التواصل الاجتماعي تُستخدم كغرف عمليات لنشر مواد إعلامية مفبركة وتنسيق حملات تستهدف خصومه وتغذي الانقسامات المناطقية.
– تحليل:
تعكس هذه الحملة الإعلامية تصعيدًا جديدًا في الصراع داخل معسكر “الشرعية” نفسها، حيث لم يعد الخلاف محصورًا في الميدان أو النفوذ العسكري، بل امتد إلى فضاء الاتهامات العلنية بالفساد وإساءة استخدام المال العام.
ويبدو أن استهداف الإرياني في هذا التوقيت تحديدًا يرتبط بمحاولة الانتقالي نزع الغطاء السياسي والإعلامي عن خصومه داخل الحكومة، تمهيدًا لإعادة ترتيب المشهد وفق موازين القوة الجديدة على الأرض.
وفي المقابل، يكشف هذا السجال هشاشة البنية المؤسسية للحكومة، وتحول الوزارات السيادية إلى أدوات صراع وتمويل واستقطاب، بما يعمّق فقدان الثقة الشعبية ويكرّس صورة “الشرعية” ككيان منقسم على ذاته، عاجز عن إدارة دولة أو معركة واحدة موحدة.