“عدن“| بدعم إماراتي مباشر.. الانتقالي يتحدى الضغوط السعودية ويرفض الانسحاب الكامل من حضرموت والمهرة..!
أبين اليوم – خاص
رفض المجلس الانتقالي الجنوبي مطالب الوفد السعودي الذي وصل إلى عدن، والقاضية بسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة، في خطوة تعكس تمسك المجلس بفرض واقع عسكري وسياسي جديد في شرق اليمن.
وكان وفد سعودي–إماراتي قد وصل إلى عدن مساء أمس، وعقد لقاءً مع رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في قصر المعاشيق الرئاسي.
وأفادت مصادر سياسية بأن المجلس الانتقالي يستند بشكل أساسي إلى الدعم الإماراتي لمواصلة انتشاره في المحافظات الشرقية، معتبرًا ذلك غطاءً كافيًا لتجاهل المطالب السعودية.
وأضافت المصادر أن الوفد الإماراتي المرافق لم يحمل أي رسائل ضغط حقيقية من أبوظبي، وأن حضوره اقتصر على محاولة امتصاص الموقف السعودي، لا أكثر.
وأشارت إلى أن الرياض تمتلك أدوات ضغط أكبر وقادرة على إجبار الإمارات على إعادة قوات الانتقالي إلى ثكناتها في عدن ولحج والضالع، لكنها تكتفي بممارسة ضغوط محدودة، ما يثير تساؤلات متزايدة حول جدية موقفها من تطورات حضرموت والمهرة.
وبيّنت المصادر أن مصداقية الموقف السعودي بدأت تتآكل مع استمرار قوات الانتقالي في ترسيخ وجودها كأمر واقع في المحافظتين، مؤكدة أن القرار داخل المجلس لا يُتخذ بمعزل عن خطوط اتصال مباشرة مع أبوظبي، التي تصدر عبرها التوجيهات وتُفرض المواقف، في حين قد يغضب الانتقالي الرياض لكنه لا يجرؤ على مخالفة التعليمات الإماراتية.
وكانت قناة “الحدث” قد أعلنت أن المجلس الانتقالي وافق على الانسحاب من حضرموت والمهرة عقب وصول الوفد السعودي–الإماراتي، إلا أن المجلس سارع إلى نفي الخبر، في ما اعتبره مراقبون دليلاً على فشل الوفد السعودي في عدن، كما فشل سابقًا في حضرموت.
وفي السياق ذاته، قال رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، السبت، إن المجلس ماضٍ “بثبات” في مشروعه السياسي لاستعادة “دولة الجنوب”، وذلك عقب لقائه بالوفدين السعودي والإماراتي، في تصريح وُصف بأنه محرج للموقف السعودي.
وأضاف الزبيدي، خلال اجتماع لقيادات المجلس في عدن بحضور نائبه عبدالرحمن المحرمي، أن هناك تفاهمات مع الوفدين لتعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة البحرية، معتبرًا المرحلة الحالية “محطة مفصلية” في تاريخ الجنوب، ومؤكدًا أن المشروع السياسي للمجلس بات “قريب التحقيق”، وفق تعبيره.
– تحليل:
يكشف رفض المجلس الانتقالي الانسحاب من حضرموت والمهرة أن ميزان القرار في الجنوب لم يعد يُدار من الرياض، بل من أبوظبي، وأن الضغوط السعودية ما تزال دون مستوى التهديد الحقيقي للمشروع الإماراتي.
فالتناقض بين التسريبات الإعلامية السعودية والنفي السريع من الانتقالي، ثم خروج الزبيدي بخطاب انفصالي علني، يضعف صورة المملكة كقائد للتحالف، ويعزز قناعة بأن ما يجري هو إعادة رسم نفوذ إقليمي لا تعبأ بالتحفظات السعودية.
وفي ظل هذا المشهد، يبدو أن الرياض إما تتجنب صدامًا مباشرًا مع أبوظبي، أو أنها فقدت أدوات التأثير الفعلي، ما يفتح الباب أمام ترسيخ واقع انفصالي في شرق اليمن قد يتحول لاحقًا إلى عبء استراتيجي يصعب احتواؤه.