“عدن“| الانتقالي يطرح تحالفًا جديدًا مع جناح المؤتمر لإقصاء الإصلاح وإعادة رسم خريطة الصراع..!

5٬890

أبين اليوم – خاص 

كشف المجلس الانتقالي الجنوبي، الداعي لانفصال جنوب اليمن، عن طرحه تحالفًا سياسيًا–عسكريًا جديدًا مع المؤتمر الشعبي العام، يستهدف بشكل مباشر إزاحة حزب الإصلاح من المشهد. وجاء ذلك خلال لقاء جمع رئيس المجلس عيدروس الزبيدي برئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر سلطان البركاني.

ووفقًا لوسائل إعلام تابعة للانتقالي، أبدى الزبيدي استعداد المجلس للمشاركة في القتال شمالًا، مع حصر هذا الانخراط في نطاق جغرافي محدد، بالتوازي مع انتقادات حادة وجهها لقوى داخل مجلس القيادة الرئاسي، متهمًا إياها بالتقاعس عن خوض الحرب ضد جماعة الحوثي.

وتُقرأ تصريحات الزبيدي باعتبارها محاولة لتأسيس تحالف مع جناح المؤتمر المرتبط بالرئيس الراحل علي عبد الله صالح، في مسعى لإسقاط ما تبقى من معاقل حزب الإصلاح في محافظتي مأرب وتعز.

ويهدف الانتقالي من هذه الخطوة إلى تفكيك القوى الشمالية الموالية للتحالف، عبر دفعها نحو صراعات داخلية تُضعف بنيتها السياسية والعسكرية، بما يمهّد الطريق لانفراد المجلس بالجنوب.

ويأتي ذلك في ظل وصول سلطان البركاني، المتحالف مع طارق صالح، إلى عدن، ليكون أول مسؤول رفيع في سلطة مجلس القيادة الرئاسي يدخل المدينة منذ سيطرة الانتقالي على الهضبة النفطية شرق اليمن. ويُعرف طارق صالح وتياره المقرّب من الإمارات بمواقفهم الداعمة لهيمنة الانتقالي على مناطق الشرق.

تحليل:

يعكس تحرك الانتقالي نحو المؤتمر الشعبي العام انتقاله من مرحلة تثبيت النفوذ جنوبًا إلى مرحلة هندسة الصراع شمالًا، ليس بهدف الحسم العسكري بقدر ما هو سعي لإعادة تفكيك خصومه السياسيين، وعلى رأسهم حزب الإصلاح.

فالدعوة للمشاركة “المشروطة” في القتال شمالًا تكشف رغبة في توظيف الحرب كورقة تفاوضية، لا كمعركة وجود، بينما يشير التقارب مع جناح صالح إلى تشكّل اصطفافات جديدة تُدار من خارج إطار مجلس القيادة الرئاسي.

وفي المحصلة، يبدو أن الانتقالي يعمل على إضعاف الشمال عبر صراعاته الداخلية، بما يضمن له هامشًا أوسع لفرض مشروعه الانفصالي جنوبًا دون شريك أو منافس فعلي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com