هل يتهيأ الإصلاح للخروج من المشهد مع اقتراب سقوط آخر معاقله شمال اليمن..!

5٬892

أبين اليوم – خاص 

بدأ حزب الإصلاح، جناح الإخوان المسلمين في اليمن، خطوات عملية لإعادة ترتيب وضعه خارج المشهدين السياسي والعسكري، بالتزامن مع تصاعد المخاوف من سقوط آخر معاقله في شمال البلاد.

ميدانيًا، شرعت الفصائل التابعة للحزب في مدينة تعز باتخاذ إجراءات وُصفت بالتصالحية مع السكان، أبرزها إلغاء اعتصام مفتوح كان مفروضًا أمام المكاتب الحكومية.

وبررت الفصائل هذه الخطوة بالسعي إلى تخفيف معاناة المواطنين، رغم أن أسلوب الإغلاق والضغط ذاته تكرر لسنوات وأسهم في تعميق الأزمة المعيشية في المدينة.

وتزامنت هذه التحركات مع تصعيد داخلي تمثل في ملاحقة شخصيات توصف بـ”المطلوبين أمنيًا” داخل بنية الحزب نفسها، بينهم شقيق قائد محور تعز خالد فاضل، في خطوة فُسرت على أنها محاولة لإعادة ترتيب البيت الداخلي وتقديم رسائل تهدئة للمجتمع المحلي.

ويُنظر إلى ما يجري في تعز، التي يُتوقع أن تكون الهدف التالي للتحركات الإماراتية بعد شرق اليمن، باعتباره محاولة متأخرة من الحزب لترميم علاقته بالسكان عقب سنوات من القهر والاحتقان.

وفي السياق ذاته، أصدرت سلطة الحزب في مأرب، آخر معاقله الرئيسية، توجيهات بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، في سابقة هي الأولى منذ سنوات.

سياسيًا، بدأت قيادات بارزة في الحزب بإعادة تموضعها خارج دول الصراع الإقليمي، حيث أفادت تقارير بمغادرة عدد متزايد من القيادات اليمنية المقيمة في تركيا.

ووفق المصادر، نقل حميد الأحمر عائلته إلى العاصمة الألبانية، إلى جانب الشروع في ترتيب نقل استثماراته، في مؤشر على استعداد طويل الأمد للابتعاد عن المشهد.

وفي السياق ذاته، ظهر نجل الشيخ عبدالمجيد الزنداني في العاصمة السورية، بينما غادر حمود المخلافي، قائد فصائل الحزب في تعز، إلى كينيا، بالتوازي مع انتقال توكل كرمان إلى العاصمة الهولندية.

كما اتجهت شخصيات أخرى إلى الابتعاد عن الجدل السياسي، والانخراط في خطاب تنموي أو اجتماعي، أبرزهم شوقي القاضي، عضو الكتلة البرلمانية للحزب، الذي خصص حضوره على مواقع التواصل للحديث عن التنمية البشرية والرياضة.

تحليل:

تعكس تحركات حزب الإصلاح حالة استشعار مبكر لنهاية مرحلة سياسية وعسكرية هيمنت على المشهد اليمني لسنوات، حيث لم تعد الخطوات الأخيرة تُقرأ كإصلاحات حقيقية بقدر ما هي محاولات لتخفيف كلفة السقوط القادم.

فالتصالح المفاجئ مع المواطنين، وتحسين الخدمات في مأرب، يتزامنان مع هروب منظم للقيادات ورؤوس الأموال إلى الخارج، ما يشير إلى قناعة داخلية بأن المعركة خاسرة.

وفي ظل ترقب هجوم إماراتي محتمل على معاقله في تعز ومأرب، واحتمال تصنيفه أمريكيًا كتنظيم إرهابي، يبدو أن الحزب اختار استراتيجية الانسحاب الهادئ وتدوير الوجوه، تمهيدًا للبقاء ككيان سياسي هامشي خارج معادلة القوة، بدل مواجهة سيناريو الإقصاء الكامل داخل اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com