“عدن“| المجلس الانتقالي يفتح قناة اتصال مع تل أبيب: تعيين خالد اليماني واجهة دبلوماسية لمسار الانفصال..!
أبين اليوم – خاص
كشف المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، يوم الأربعاء، عن هوية الشخصية التي تقود اتصالاته الخارجية مع الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة تعكس انتقال تحركاته من الإطار المحلي إلى دوائر إقليمية ودولية أكثر حساسية.
وأفادت مصادر مطلعة داخل المجلس بأن رئيسه عيدروس الزبيدي كلف خالد اليماني، وزير الخارجية اليمني الأسبق، بإدارة التواصل مع مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكدت المصادر أن اليماني زار تل أبيب عدة مرات خلال الأسابيع الماضية، كما عقد لقاءات في الولايات المتحدة مع مسؤولين أمنيين، بينهم ضباط من جهاز “الموساد”.
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع تقارير في وسائل إعلام عبرية تحدثت عن تكثيف النقاشات بين المجلس الانتقالي ودوائر عسكرية إسرائيلية، في سياق بحث سبل دعم مشروع إعلان كيان منفصل في جنوبي اليمن.
ويُذكر أن خالد اليماني شغل عدة مناصب في الحكومات اليمنية السابقة، كان آخرها وزير الخارجية في حكومة عدن عام 2018، قبل إقالته عقب الجدل الذي أثاره لقاؤه العلني برئيس حكومة الاحتلال في العاصمة الفنلندية هلسنكي.
وخلال الفترة الأخيرة، تبنى اليماني بشكل صريح شعار انفصال جنوب اليمن، في تحول لافت عن مواقفه السابقة، ما أثار موجة انتقادات داخل الأوساط السياسية اليمنية، بما فيها قوى موالية للتحالف.
كما يقود حالياً تحركات داخل أروقة مجلس الأمن الدولي لتسويق مشروع الانفصال، مستفيداً من خبرته الدبلوماسية السابقة، وسط حديث عن وعود بتعيينه مجدداً وزيراً للخارجية في حال نجاح هذا المسار.
تحليل:
يكشف هذا المسار عن انتقال المجلس الانتقالي من مرحلة فرض الوقائع الميدانية إلى محاولة انتزاع غطاء دولي لمشروعه السياسي، حتى وإن كان ذلك عبر بوابة شديدة الحساسية مثل بوابة الاحتلال الإسرائيلي.
اختيار شخصية مثل خالد اليماني، بخلفيته الدبلوماسية وعلاقاته السابقة، يشير إلى سعي ممنهج لاستخدام “الشرعية الدبلوماسية” كغطاء لتطبيع مسار الانفصال وتسويقه خارجياً.
غير أن هذه التحركات، بدلاً من أن تمنح الانتقالي قوة تفاوضية، قد تفتح عليه جبهة رفض أوسع داخلياً وإقليمياً، وتعمّق صورة المشروع بوصفه أداة لتفكيك اليمن وربطه بتوازنات إقليمية تتجاوز الإرادة الوطنية، ما ينذر بتعقيد أي تسوية شاملة قادمة.