عدن على حافة الانفجار: تحركات للانتقالي غير مسبوقة ومخاوف من فقدان السيطرة..!
أبين اليوم – خاص
تدخل مدينة عدن، المعقل الرئيس للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، مرحلة شديدة الحساسية، مع شروع فصائل المجلس، الأحد، في ترتيبات ميدانية وأمنية غير مسبوقة تعكس قلقًا متزايدًا من احتمال فقدان السيطرة على المدينة.
وأفادت مصادر إعلامية بأن قوات الانتقالي بدأت إخلاء عدد من مواقعها ومعسكراتها داخل عدن، بالتوازي مع نقل قيادات بارزة إلى مناطق محصنة ومساكن خارج المدينة، في خطوة فسّرتها المصادر على أنها استعداد لسيناريو عسكري محتمل قد ينتهي بسقوط عدن أو إخراجها من قبضة المجلس بالقوة.
وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوتر مع السعودية، وسط حديث متزايد عن تصعيد عسكري شرقي اليمن قد يمتد جنوبًا ليطال عدن، باعتبارها الحلقة الأهم في نفوذ الانتقالي.
ويتزامن ذلك مع تسريبات عن استعداد الرياض لتحريك أدواتها العسكرية والسياسية في مواجهة المجلس، على خلفية اتساع الخلاف حول حضرموت والمهرة.
وفي مؤشر لعمق القلق داخل قيادة الانتقالي، عبّر رئيس وفده ناصر الخبجي عن مخاوفه من سيناريو سقوط عدن، محذرًا في تغريدة من تحريك ما وصفه بـ“الذئاب المنفردة”، في إشارة إلى عناصر انتحارية مرتبطة بجماعات متطرفة، معتبرًا ذلك تهديدًا مباشرًا لمعاقل المجلس في الجنوب.
وتعيد هذه التحذيرات فتح ملف الجماعات المتطرفة التي لم تختفِ فعليًا عن المشهد الجنوبي، رغم الترويج السابق لاجتثاثها ضمن ترتيبات أمنية مدعومة إماراتيًا.
وتشير معطيات ميدانية إلى استمرار تمركز تنظيمات مثل “القاعدة” و”داعش” في مناطق حساسة داخل عدن، أبرزها التواهي وصلاح الدين، إضافة إلى وجودها المؤثر في محافظات أبين ولحج وشبوة وحضرموت، ما يجعل أي انفجار أمني فيها عاملًا حاسمًا في تغيير موازين السيطرة جنوبًا.
تحليل:
تكشف التحركات غير المسبوقة لفصائل المجلس الانتقالي في عدن عن حالة ارتباك استراتيجي عميقة، تعكس تراجع الثقة بصلابة الغطاء الإقليمي الذي استند إليه المجلس لسنوات.
فإخلاء المواقع ونقل القيادات لا يُقرأ كإجراء احترازي فحسب، بل كمؤشر على إدراك داخلي لاحتمال تحول الصراع مع السعودية من أطراف الشرق إلى قلب الجنوب.
وفي ظل تداخل التصعيد السعودي المحتمل مع حضور مريب للتنظيمات المتطرفة، تتحول عدن إلى نقطة تقاطع خطرة بين صراع نفوذ إقليمي وفوضى أمنية كامنة.
هذا المشهد يضع المدينة أمام اختبار مصيري، قد لا يحدد فقط مستقبل المجلس الانتقالي، بل يعيد رسم خريطة النفوذ في جنوب اليمن بأكمله.