دوافع وتداعيات تصاعد التحركات الأجنبية شرق اليمن.. “تقرير“..!

5٬774

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ حلمي الكمالي:

خلال الآونة الأخيرة تصاعدت التحركات العسكرية الأجنبية، شرقي اليمن، في خطوة تشيء بإنعكاسات وتداعيات واسعة على مسرح المواجهة المفتوحة بين صنعاء وقوى التحالف السعودي الإماراتي، وتفتح تساؤلات كثيرة على واقع المشهد اليمني في ظل المتغيرات السياسية والعسكرية.. فهل نحن أمام تصعيد جديد؟ وما الغاية الأمريكية والبريطانية والفرنسية من هذه التحركات؟ وأي سيناريوهات متوقعة للأوضاع الراهنة؟!

قبل الخوض في محاولات القوى الغربية المساندة للتحالف، لتفجير تصعيد جديد في البلد، فإنه يمكن ملاحظة أن تصاعد التحركات الأمريكية والبريطانية والفرنسية في اليمن والمناطق الشرقية تحديداً، جاءت بالتزامن مع فرض صنعاء معادلة حماية الثروات السيادية النفطية والغازية.. تنفيذ صنعاء لوعودها على الأرض بإستهداف سفن ومراكز التهريب أربك المشهد أمام قوى التحالف الغارقة في تفاصيل عقبات وهزائم متراكمة للعام الثامن على التوالي.

الأمريكي والغربي الذي لم يستفيق بعد من تداعيات أزمة الطاقة التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية وما رافقتها من عقوبات على موسكو، يعيش مؤخراً صدمة كبيرة في المنطقة، خصوصاً وأنه بات يعرف أن اليمن لم يعد صيداً سهلاً، وأن ثرواته التي ظلت لعقود طويلة تحت تصرفه بفعل وكلائه وأدواته في الداخل، لم تعد في متناوله عقب معادلة تأميم الثروات النفطية والغازية التي فرضتها قوات صنعاء.

بكل تأكيد، أن زيارات السفير الأمريكي لمحافظة حضرموت وقبلها زيارة السفير الفرنسي إلى شبوة، والتعزيزات العسكرية للثلاثي الغربي إلى الهضبة النفطية، ترمي أولاً لإعادة تشغيل “حنفية” البترودولار التي كانت تتدفق من حقول النفط والغاز في اليمن، ولهذه الغاية المشبوهة يحاول الثالوث الغربي اللعب على التناقضات التي خلقها طيلة السنوات الماضية في ملعب فصائل التحالف، لإحداث أي تغيّرات لعزل المحافظات النفطية.

وهو ما يمكن ملاحظته من خلال مساعي قوى التحالف لإعادة تدوير فصائلها، وإشعال المواجهات المباشرة بينها على تخوم ووسط هذه المحافظات النفطية خلال الأيام الماضية، لإستئناف عمليات نهب وتهريب النفط والغاز اليمني، وهو ما يعكس أيضاً إستخدام التحالف لموانئ قديمة أو بعيدة عن “العيون” كما يعتقد، لعمليات التهريب كميناء قنا بمحافظة شبوة.
لكن هذه المحاولات والمساعي فشلت ببساطة متناهية أمام إستراتيجية الردع لقوات صنعاء.

الثالوث الغربي الذي لم يستطع أن يحقق تقدماً حقيقياً طوال سنوات حرب التحالف السعودي الإماراتي الذي يقوده، عاجز اليوم عن مواجهة معادلات الردع الإستراتيجية التي تفرضها صنعاء على ميادين الحرب والسياسة، وأكثر ما يمكن أن تقدمه لتبرير عجزها بيانات “الإدانة” التي باتت أضحوكة ومثار للسخرية خصوصاً وأنها لا تقدم ولا تؤخر في موازين القوى على الأرض..

وهذا العجز ينطبق أيضاً على كل محاولات للإلتفاف على الأوضاع الراهنة، وكل ما نشاهده من تحركات للقوى الأجنبية في اليمن هي فعلاً محاولات للتصعيد ولو بأشكال مختلفة.

الحقيقة أن قوى التحالف السعودي الإماراتي وكل القوى الغربية المساندة لها، في حالة تصعيد مستمرة للعام الثامن على التوالي، لكنها في حالة إنحسار متواصل وهزيمة متراكمة، وتحييد صنعاء لطيران “التحالف المغرور” طوال الأشهر الماضية، والذي سبق وأن اندفع إلى اليمن بـ”جنون عظمة” أمراء الحرب، لمعركة أكدت أنها ستحسمها خلال أسابيع قليلة؛ تعكس هذا الإنحسار والإنهيار الفاضح في غرف عمليات التحالف المضطربة، العاجزة حتى عن إدراة التناقضات التي خلفتها في ملعب فصائلها.

على أية حال، فإن أي مساعي للقوى الأجنبية، للتصعيد في اليمن، تظل مساعي بائسة، أمام جملة من معادلات الردع الإستراتيجية لقوات صنعاء، في حين أن أي تصعيد جديد قد يمهد لحسم صنعاء معركة كل اليمن وعلى رأسها المعركة البحرية، والتي أكد رئيس الإستخبارات العسكرية في قوات صنعاء اللواء عبدالله الحاكم، أن المعركة البحرية قادمة وأنها ستكون أشد فتكا على التحالف، ولعل القوى الأجنبية تدرك تماماً ماذا يعني أن تندلع معركة في البحر الأحمر في هذا التوقيت بالذات !.

 

YNP