تصاعد المواجهات المسلحة في حضرموت.. النفوذ الإقليمي يتحول إلى صراع على الأرض..!

5٬892

أبين اليوم – خاص 

تشهد هضبة حضرموت منذ ساعات الفجر الأولى يوم الأربعاء تحركات عسكرية مكثفة، مع انتشار فصائل حلف القبائل الممولة من السعودية على نطاق واسع في مناطق استراتيجية، في مؤشر على احتمال تصعيد مسلح كبير خلال الأيام القادمة.

وأكد مصدر قبلي مطلع أن قوات حماية حضرموت، التي تأسست مؤخراً بقيادة عمرو بن حبريش، دخلت في حالة استنفار كامل في مناطق هضبة غيل بن يمين، مدعومة بتعزيزات من قبائل مسلحة، في خطوة تهدف إلى مواجهة التحركات الأخيرة لفصائل الدعم الأمني الممولة إماراتياً، التي اتجهت نحو العمق القبلي ومعاقل حلف القبائل في الهضبة، بعد سيطرتها الشهر الماضي على مدينة الحامي الساحلية بالشحر.

وأشار المصدر إلى أن الفصائل الإماراتية، المستقدمة من عدن منذ يونيو الماضي، حاولت تنفيذ تحرك التفافي نحو معقل القبائل، إلا أن قبائل الحموم تصدت لهم في أطراف الشحر خلال الأسابيع الماضية، ما عزز من حدة التوترات بين الفصائل الموالية لكل من الرياض وأبوظبي.

وفي الوقت نفسه، تشهد هضبة غيل بن يمين تدفقاً لمسلحين قبليين مزوّدين بأسلحة متوسطة وثقيلة، في إطار صراع واضح على السيطرة على الحقول النفطية الحيوية في المنطقة، وسط غياب شبه كامل لما يسمى بـ “مجلس القيادة” الرسمي والحكومة التابعة للتحالف، ما يعكس فراغاً أمنياً وإدارياً متزايداً في حضرموت.

ولم تتوقف التطورات عند هذا الحد، إذ قام عناصر من النخبة الحضرمية يوم الثلاثاء باختطاف نحو 32 شخصاً من أبناء القبائل من نقطة الرماض المسلحة في مديرية ساه، بينهم قائد النقطة راشد التريكي، على خلفية اعتراضهم ناقلات الوقود المخصصة لتغذية الكهرباء في مديريات الساحل.

وتعكس هذه التحركات الأخيرة تصاعد التنافس العسكري والسياسي بين السعودية والإمارات عبر الفصائل المحلية في حضرموت، حيث أصبح الصراع على الأرض ساحة تنفيذية لمشاريع النفوذ الإقليمي أكثر من كونه نزاعاً محلياً.

فبينما تدعم الرياض حلف القبائل وتعمل على تأسيس ألوية مسلحة للحفاظ على نفوذها في الهضبة، تستخدم الإمارات فصائلها لتحصيل السيطرة على السواحل والمناطق النفطية.

ويؤكد هذا الوضع أن حضرموت تعيش مرحلة فراغ أمني وإداري حاد، مما يزيد من احتمالات المواجهات المباشرة بين الفصائل، ويهدد استقرار المحافظات النفطية الحيوية في جنوب شرق اليمن، ويجعل الإدارة المدنية والخدمات الأساسية رهينة للمشاريع العسكرية والسياسية الإقليمية.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com