“تقرير خاص“| من يقف وراء تصفية “الصندوق الأسود“ لجرائم الاغتيالات في تعز..!

7٬992

أبين اليوم – خاص 

تتصاعد في مدينة تعز ظاهرة العصابات المسلحة وعمليات الاغتيال المستمرة، لتتحول إلى تهديد مباشر على الأمن والاستقرار المحلي. فبينما تُعاني المدينة من تبعات الحرب والصراع الإقليمي، باتت العصابات تتحرك بحرية نسبية، مستغلة الفراغ الأمني وضعف الرقابة على الأجهزة المحلية، لتنفيذ عمليات اغتيال، ابتزاز، وخطف، وحتى تصفيات داخلية متبادلة بين الأطراف المختلفة.

وتشكل هذه الظاهرة خطراً مزدوجاً: فهي تهدد حياة المدنيين والعاملين في المؤسسات الحكومية، وتؤدي إلى تقويض أي جهود لإعادة الاستقرار، وإضعاف دور الدولة والقانون. كما تُعقد المصالح الاقتصادية والخدماتية، وتخلق بيئة من الخوف وعدم اليقين تجعل المدينة رهينة للتصرفات الفردية والانتقامية، ما يحول تعز تدريجياً إلى ساحة نزاع داخلي يغذي الفوضى ويزيد من تفاقم الانقسامات السياسية والاجتماعية.

وبعد مرور نحو نصف شهر على عملية تصفية أحد أبرز معاوني قائد المقاومة في تعز، حمود سعيد المخلافي، كشفت مصادر أمنية محلية عن مقتل “مجاهد الشعيبي” داخل سجن الأمن السياسي الذي يديره مقربون من المخلافي نفسه.

ويثير هذا الحادث موجة جديدة من التساؤلات حول عمليات التصفية المتسلسلة في مدينة تعز، ودور قيادات محلية نافذة في إدارة هذه العمليات، في ظل روايات متضاربة حول وفاة الشعيبي واتهامات واسعة بالتستر على جرائم اغتيال وانتهاكات أمنية.

مقتل الشعيبي وسلسلة التصفيات:

أفادت المصادر بأن “الشعيبي” قتل داخل سجن الأمن السياسي، وهو السجن الذي يُشرف على إدارته أحد المقربين من حمود سعيد المخلافي.


وكان حزب الإصلاح في تعز قد تكتم على الحادث لأيام، قبل أن تتسرب معلومات تفيد بأن الشعيبي انتحر داخل السجن، وهي الرواية التي لم تلق مصداقية لدى جهات محلية عديدة، واعتبرها متابعون محاولة لتغطية عملية تصفية مدبرة.

يُذكر أن “الشعيبي” كان يُوصَف بـ “الصندوق الأسود“ للعديد من عمليات التصفية والاغتيال داخل المدينة، ويُتهم بشكل مباشر بالضلوع في قتل المقدم عبدالله النقيب، مدير أمن مديرية التعزية.

ارتباطه بسلسلة اغتيالات سابقة:

تصفية الشعيبي أعادت إلى الأذهان حادثة تصفية محمد صادق المخلافي، المتهم الرئيسي باغتيال افتهان المشهري، مدير عام صندوق النظافة والتحسين في تعز.

وكانت المصادر قد أشارت إلى تورط شقيق حمود سعيد المخلافي في التحريض على اغتيال المشهري، حيث كشف الشهود أن طرفاً ثالثاً قام بتصفية محمد صادق بعد أن بدأ كشف تفاصيل التورط العائلي والقيادي.

ردود الفعل المحلية:

أثارت رواية الانتحار المزمع للشعيبي شكوكاً واسعة ومطالبات بتحقيق شفاف لكشف ملابسات تصفيته.

وأكدت مصادر أمنية محلية أن الشعيبي، المقرب من المخلافي وأشقائه، كان يمتلك معلومات خطيرة حول معظم عمليات القتل والتصفية في المدينة، مما يضع قيادات المخلافي تحت ضغط الخوف من كشف تورطهم في سلسلة جرائم سابقة.

وعليه يمكن القول:

تصفية “مجاهد الشعيبي” ليست حادثة منفصلة، بل جزء من سلسلة تصفيات ممنهجة تستهدف حجب المعلومات الحساسة عن عمليات الاغتيال داخل مدينة تعز.

وتكشف هذه الحوادث المتكررة عن سيطرة شبه مطلقة لبعض القيادات المحلية على الأجهزة الأمنية وسجون المدينة، واستغلالها لفرض هيمنة سياسية وأمنية، ما يضع مدينة تعز أمام دوامة تصفية داخلية تهدد الاستقرار المحلي ومصداقية الأجهزة الأمنية.

وإذا استمرت مثل هذه الممارسات، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات الداخلية، وخلق بيئة غير مستقرة تسمح بتمدد الفوضى السياسية والأمنية، ويجعل عمليات التحقيق والمساءلة شبه مستحيلة دون تدخل خارجي أو رقابة مجتمعية فعّالة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com