“حضرموت“| الانتقالي يتراجع فجأة للوراء: الزبيدي يهدّئ أنصاره ويتشبث بالسعودية وسط انسحاب فصائله من الهضبة النفطية.. وحلف القبائل يؤكد بدء انسحابها..!

5٬905

أبين اليوم – خاص 

بدأ عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، محاولة لامتصاص غضب أنصاره الثلاثاء، عقب موجة واسعة من الانتقادات بسبب فشله في إعلان مشروع سياسي واضح أو تحقيق “الدولة الجنوبية” التي يَعِد بها.

وفي اجتماع مُخصص لقيادات المجلس، كرّر الزبيدي الوعود ذاتها حول “الدولة القادمة”، دون أن يقدم أي رؤية أو خطوات عملية لتحقيقها، رغم سيطرة فصائله مؤخرًا على مناطق واسعة شرقي اليمن، بما في ذلك الهضبة النفطية.

اللافت أن الزبيدي عاد لمغازلة السعودية والتشبث بها رغم غضب الرياض من تحركات المجلس خلال الأيام الماضية، وهو ما فُسّر كمحاولة استباقية لتخفيف وطأة الإجراءات السعودية المتوقعة ضده، بعد التصعيد الذي وصل إلى حد منع وفد سعودي من دخول سيئون وطرده من المكلا.

وفي المقابل، بدأ المجلس الانتقالي الموالي للإمارات ترتيبات مرحلة ما بعد الانسحاب من الهضبة النفطية الحضرمية، في خطوة يصفها مراقبون بأنها استسلام كامل للسعودية.

وكشفت مصادر قبلية في وادي حضرموت عن لقاءات مكثفة أجرتها قيادات الانتقالي مع مشايخ الوادي والصحراء في محاولة لشراء الولاءات وتعزيز موقعها بعد الانسحاب المرتقب.

وتزامنت هذه التحركات مع وصول وفد سعودي برئاسة محمد عبيد القحطاني، ومعه محافظ حضرموت سالم الخنبشي الذي كان الانتقالي قد طرده قبل يوم واحد. ومن المتوقع أن تحتضن الخشعة اجتماعًا لإعادة السلطة للخنبشي، في مؤشر واضح على تراجع الانتقالي بعد تصعيده الأخير.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب السيطرة التي حققها الانتقالي على محافظتي حضرموت والمهرة قبل أيام، والتي بدت الآن على وشك التراجع بعد الاستياء السعودي الكبير من تحركاته، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان المجلس قد تراجع أم يخشى تبعات إعلان الانفصال فعليًا.

وفي السياق نفسه، أكد حلف القبائل في حضرموت بدء انسحاب الفصائل الإماراتية من الهضبة النفطية.

وقال الصحفي صبري بن مخاشن إن فصيل “الدعم الأمني” أخلى جميع مواقعه ونقاطه في الهضبة، بالتزامن مع مغادرة فصائل الانتقالي القادمة من خارج المحافظة، بما في ذلك مواقعها في الحقول النفطية.

وشهد وادي وصحراء حضرموت خلال الساعات الماضية تحولات غير مسبوقة مع عودة الوفد السعودي بعد أن سمح له الانتقالي بالدخول مجددًا، في إطار ترتيبات واسعة لتسليم المواقع النفطية.

وتشير هذه التطورات إلى أن الفصائل الإماراتية والانتقالي يخوضان مرحلة تراجع واضحة على الأرض، بعد أن أظهرا استسلامًا كاملاً للإرادة السعودية.

تحليل:

الخطاب الأخير للزبيدي يكشف بوضوح حجم المأزق الذي وصل إليه الانتقالي: وعود بلا رؤية، وتصعيد بلا قدرة على الاستمرار، ثم تراجع مذل أمام السعودية بعد أول اختبار جدي.

ورغم محاولته تهدئة أنصاره، فإن الواقع على الأرض يشير إلى أن الانتقالي فقد زمام المبادرة، خصوصاً مع بدء انسحاب فصائله من الهضبة النفطية وعودة النفوذ السعودي إلى المشهد بقوة.

هذا التراجع يؤكد هشاشة مشروع “الدولة الموعودة” الذي يلوّح به الزبيدي منذ سنوات دون أي خطوة عملية، ويعكس أن قوة الانتقالي ليست نابعة من دعم شعبي أو قدرات ذاتية، بل من غطاء خارجي متقلب.

ومع كل خطوة انسحاب أو تراجع، يتضح أن مستقبل الجنوب يُدار وفق مصالح القوى الخارجية، وليس وفق قرارات محلية. وهذا المشهد يعيد التأكيد على أهمية امتلاك قوة وطنية مستقلة ومتماسكة – كما فعلت صنعاء – لتفادي الوقوع تحت رحمة الصراعات الإقليمية التي تغيّر مواقفها بسرعة وتترك وكلاءها يواجهون مصيرهم وحدهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com