“المهرة“| الانتقالي يهيئ انسحابه من الشرق: تسليم المحافظة لأبرز معارضيه وسط توجيه إماراتي..!

5٬916

أبين اليوم – خاص 

استبق المجلس الانتقالي الجنوبي، سلطة الأمر الواقع في جنوب اليمن، الثلاثاء، ترتيبات انسحابه من شرق اليمن عبر خطوة مفاجئة تمثلت في تسليم محافظة المهرة لأبرز معارضيه.

ونظّم المجلس لقاءً تشاوريًا لمشايخ موالين له وقادة فصائل أمنية، وهو الأول من نوعه، في محاولة لتصدير عبدالله عيسى بن عفرار، المنادي بانفصال سقطرى والمهرة، إلى صدارة المشهد السياسي، رغم الخلافات السابقة بين الطرفين.

وكان الانتقالي يعارض توجه بن عفرار الذي يتبع الإمارات، ويتمسك ببقاء المهرة وحضرموت وسقطرى ضمن ما يعتبره “دولة الجنوب العربي”، لكنه واجه صعوبة في حشد الدعم المحلي خلال الأيام الأخيرة.

فالغيضة، على سبيل المثال، قاطعت اعتصامًا دعا له المجلس للمطالبة بإعلان الانفصال، فيما استؤنف نشاط السلطة المحلية تحت راية اليمن وصورة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، في مؤشر على تحدي محلي لمشروع الزبيدي.

وتأتي خطوة تسليم المهرة رغم وجود ألوية تابعة للانتقالي فيها، في إطار توجيه إماراتي واضح، يتزامن مع قرار أبوظبي التقارب مع السعودية في شرق اليمن، بما يشمل انسحاب الانتقالي من الهضبة النفطية في حضرموت وترتيبات السيطرة المستقبلية على المناطق الشرقية.

تحليل:

تحركات الانتقالي في المهرة تكشف بوضوح أن دوره في الشرق بات تابعًا للترتيبات الإقليمية أكثر من كونه مشروعاً محلياً مستقلاً. تسليم المحافظة لمعارضيه يشير إلى فقدان السيطرة الحقيقية على الأرض، وإلى اعتماد الزبيدي على توجيهات الإمارات للحفاظ على مصالحه الشخصية ومكانته الرمزية.

هذه التطورات تؤكد أن الخارطة الجديدة للجنوب والشرق تُرسم وفق مصالح التحالف السعودي-الإماراتي، وأن قدرة الانتقالي على فرض أي مشروع انفصالي باتت محدودة، مما يضعه أمام مرحلة محورية في تاريخه السياسي.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com