“مقالات“| المحافظات الجنوبية: بين طريق التطبيع.. ومستنقع الفوضى..!
أبين اليوم – خاص
بقلم/ عبده بغيل
في المحافظات الجنوبية والشرقية برزت خلال الأيام الماضية مؤشرات واضحة على توجّه متقدّم لدى قوات المجلس الانتقالي نحو فتح قنوات تواصل مع «الكيان الصهيوني»، في مسار يتجاوز حدود النفي إلى الإقرار الضمني بالاستعداد للتعاون السياسي والأمني تحت مظلة الرعاية الإماراتية.
تصريحات المتحدث باسم قوات المجلس، أنور التميمي، التي وصف فيها مبدأ التواصل مع الكيان الصهيوني بأنه غير مرفوض، عكست محاولة للفصل بين القبول المبدئي والتوقيت السياسي، هذا الموقف تزامن مع ما كشفته هيئة البث الصهيونية عن سعي قيادات في الانتقالي للحصول على دعم إسرائيلي لإقامة كيان في جنوب اليمن وعاصمته عدن، بحجة حماية الممرات الملاحية في خليج عدن وباب المندب.
التحليلات الصهيونية، تذهب إلى اعتبار ما يسمى المجلس الانتقالي ورقة إقليمية جديدة تفتح الباب أمام تل أبيب لايجاد فرصاً أمنية ودبلوماسية قريبة من مناطق نفوذ صنعاء، شريطة إدارة هذا التوجه عبر علاقة وثيقة مع أبو ظبي.
يضع هذا المسار الانتقالي في مواجهة مباشرة مع المزاج الشعبي اليمني الرافض للتطبيع، ويعزّز المخاوف من تحويل الجنوب إلى ساحة مشاريع وظيفية تخدم أجندات خارجية على حساب السيادة الوطنية.
وفي اتجاه آخر شهدت مدينة تعز تصعيداً أمنياً خطيراً، تمثّل في انفجار عبوة ناسفة قرب مقر حزب الإصلاح وسط المدينة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 16 شخصاً بين قتيل وجريح.
الانفجار الذي وقع في منطقة حيوية يعكس حجم الانفلات الأمني، ويعيد إلى الواجهة هشاشة الوضع في مدينة تعاني أصلاً من الاستهداف المتكرر وغياب الاستقرار، وسط مطالب شعبية بالكشف عن الجناة ووضع حد لسلسلة التفجيرات والاغتيالات.