“الغيضة“| عقب تعزيزات سعودية كبيرة وغارات في المهرة.. مهلة أخيرة للانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة..!
أبين اليوم – خاص
وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لقوات موالية للسعودية إلى محافظة المهرة شرقي اليمن، عقب اقتحام قوات من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا لمطار الغيضة.
وأفادت مصادر محلية بوصول عشرات الأطقم والعربات العسكرية التابعة لقوات “درع الوطن” إلى مدينة الغيضة، قادمة من محافظة حضرموت، في أكبر تعزيزات تشهدها المحافظة، وبغطاء جوي من طائرات حربية سعودية.
وأكدت المصادر أن هذه القوات ستنتشر في مدينة الغيضة وعدد من المديريات، مع تركيز خاص على مطار الغيضة الدولي، والمنافذ البرية مع سلطنة عُمان، إضافة إلى الميناء.
وجاءت هذه التحركات بعد أقل من 24 ساعة من طرد قوات المجلس الانتقالي قوة تابعة لـ“درع الوطن” من مطار الغيضة.
وفي تطور لافت، نفذت الطائرات الحربية السعودية غارات جوية على مواقع تابعة لقوات المجلس الانتقالي في محافظة المهرة، حيث ألقت قنابل ضوئية على معسكرات تسيطر عليها تلك القوات في مدينة الغيضة.
وأوضحت المصادر أن الغارات استهدفت محيط مطار الغيضة الدولي، ومعسكر محور الغيضة، واللواء 137 مشاة، ما أدى إلى انسحاب قوات الانتقالي من محيط المواقع المستهدفة.
ويأتي هذا التصعيد بعد إجبار قوات الانتقالي، المدعومة إماراتيًا، لقوات “درع الوطن” على الانسحاب من مطار الغيضة.
وفي السياق ذاته، أمهلت السعودية المجلس الانتقالي أسبوعًا، ينتهي في 29 ديسمبر، للانسحاب من وادي حضرموت ومحافظة المهرة، ملوّحة باتخاذ إجراء عسكري في حال عدم الامتثال.
وبحسب المصادر، تضمنت الشروط السعودية وقف التصعيد ضد مجلس القيادة الرئاسي وحكومته، وعدم تعطيل مسار السلام القائم، مع التهديد بفرض عقوبات دولية على رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، وتصنيف المجلس ككيان معرقل للتسوية السياسية في اليمن.
تحليل:
تعكس التحركات السعودية في المهرة تحولًا نوعيًا في التعامل مع المجلس الانتقالي، من سياسة الاحتواء والضبط إلى منطق الردع المباشر واستخدام القوة العسكرية.
فالدفع بتعزيزات كبيرة مع غطاء جوي، وتنفيذ غارات تحذيرية، يبعث برسالة واضحة بأن الرياض تعتبر ما جرى في مطار الغيضة تجاوزًا للخطوط الحمراء وتهديدًا مباشرًا لنفوذها وأمن حدودها الشرقية.
كما أن مهلة الانسحاب المشفوعة بالتهديد بالعقوبات الدولية تشير إلى محاولة سعودية لإعادة ضبط المشهد في حضرموت والمهرة، ومنع الانتقالي من فرض وقائع جديدة تعرقل مسار التسوية.
وفي حال فشل هذه الضغوط، فإن المنطقة مرشحة لتصعيد أوسع قد يكشف عمق الصراع داخل معسكر التحالف نفسه، وينذر بانزلاق اليمن إلى مرحلة أكثر تعقيدًا من الصراع المفتوح على الجغرافيا والشرعية.