معركة البيضاء .. محاولة سعودية لنقل الحرب إلى عقر دار الإنتقالي.. “تقرير“..!

1٬918

أبين اليوم – تقارير

مع إحتدام المعارك في مديرية الزاهر، على حدود محافظة البيضاء مع يافع، أبرز معاقل الإنتقالي جنوب اليمن،  تدور العديد من التساؤلات في أذهان المتابعين حول الهدف من نقل المعركة إلى هذه المنطقة بالتحديد على الرغم من وجود خيارات لفتح جبهات أخرى اكثر أهمية، فما أبعاد وتوقيت فتح جبهة الزاهر – يافع..؟

خلال صياغة إتفاق الرياض، حرصت السعودية على إضافة بند في ملحقه العسكري والأمني يتضمن فتح جبهة يافع بإتجاه الزاهر، وظل هذا البند يحضر في كل لقاءات قيادة الإنتقالي والقوات السعودية وحتى السفير، حيث كان يضع الأخير سؤال في وجه الإنتقالي متى ستفتح جبهة يافع..!

كان الهدف السعودي من هذه الخطوة هو إضعاف التركيبة القبلية لقوة الإنتقالي الذي تشكل فصائل يافع أبرز قوام قواته في عدن وتشكل العائق أمام أجندة السعودية في تمرير مشاريعها بالسيطرة على المدينة، ناهيك عن الإنتقام الذي تطمح السعودية لتحقيقه باستهداف أبرز رموز يافع وقبائلها خصوصاً بعد التهديدات التي أطلقها كبر مشايخ يافع ، عبدالرب النقيب، في بيانه الذي سبق قيادته إنقلاب الإنتقالي على حكومة هادي الموالية للسعودية في اغسطس من العام  2019..

وتوعد فيه النقيب السعودية باستعادة الأراضي اليمنية منها وهو بذلك يشير إلى اتفاقيات جدة والطائف والتي استولت السعودية بموجبها على اراضي واسعة في الحدود الشمالية والشرقية لليمن.

بمعنى أكثر توصيفاً.. يعني نقل المعركة وفتح جبهات اخرى على الحدود اليمنية – السعودية تضاف إلى تلك التي تخوضها صنعاء في الشمال.

كان الإنتقالي مدركاً للمخطط السعودي من تفجير معركة يافع، وقد احبط محاولة تفجير الوضع هناك بطرق عدة أبرزها محاولة إبقاء يافع كخط إمداد لفصائل القاعدة في مديرية الزاهر المجاورة ،’.. وقد صارت فصائله العديد من شحنات الأسلحة السعودية، لكن الآن يبدو بأن المجلس في مأزق حقيقي وقد استقوت السعودية عليه بألوية العمالقة السلفية لدعم  التيار الجهادي فيها والمعروف بـ”تنظيم القاعدة” والذي تعد الزاهر أبرز معاقله.

حتى الآن.. نجحت هذه الفصائل بخرق اتفاقيات سابقة والهجوم على مواقع صنعاء، لكن النتائج لم تحسم بعد، وكل المؤشرات على أن ردة فعل صنعاء التي امتصت الهجوم باحتوائه في مناطق سيطرة التحالف ، قد تكون أقوى من تلك التي  شهدتها مناطق الضالع خلال السنوات الماضية وتمكنت قوات صنعاء خلالها من التوغل إلى تخوم المدينة.

فتح جبهة الزاهر مع أن جبهات أخرى في المحافظة لا تزال متوقفة يشير إلى حقيقة واحدة تتمثل في أن الهدف هو الانتقالي، فجميع المعارك التي تم تفجيرها في البيضاء خلال السنوات الأخيرة حسمت لصالح قوات صنعاء، وهو ما يؤكد على وجود تعزيل سعودي وحتى من قبل أطراف داخل الشرعية ذاتها على انتصار الحوثيين في هذه الجبهة وتحقيق تقدم صوب مديريات يافع المحاذية..

ما يفرض القتال على الانتقالي وهو ما يعني فتح جبهة جديدة لاستنزاف قواته واخراجها من عدن في الوقت الذي يحشد فيه خصومه إلى تخوم المدينة عبر مساري أبين ولحج ناهيك عن المواجهات في الضالع، بعدها سيجد الانتقالي نفسه خارج الحسابات سياسياً وعسكرياً.

بدون خطوات عملية للانتقالي تخلط أوراق وحسابات خصومه في “الشرعية” وتزيل الكابوس الذي يتهدد مستقبله ويراد له  استئصاله ولو بنقل المعركة إلى شبوة وحضرموت، سيكتب المجلس نهايتها قبل أن ترى دولة الجنوب التي يزعم مساعيه لاستعادتها “النور”.

 

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com