السفير السعودي يمارس سلطة مُطلقة على الشرعية.. وصنعاء تعيده إلى حجمه الطبيعي.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
لا تزال التفاوضات بين التحالف وسلطات صنعاء تمضي وفق المسار الذي فرضته موازين القوة والتفوق الميداني عسكرياً، وكذلك التفوق السياسي، وهو ما تمكنت من فرضه صنعاء نتيجة مواقفها الثابتة وقراراتها المستقلة، وفوق ذلك عملها ضمن قيادة واحدة وأهداف لا مكان فيها للمصالح الشخصية أو الفئوية، الأمر الذي بدأت نتائجه تلوح في الأفق كمؤشرات إيجابية،
وبعيداً عن شروط صنعاء للقبول بتمديد الهدنة، بدأت السعودية إجراءات ما كانت لتتخذها خلال السنوات الماضية من الحرب، خصوصاً السنوات الأولى..
إذ كانت منتشية بقوة ما جمعته من الجيوش متعددة الجنسيات، وما جلبته من ترسانات الأسلحة التي أنفقت على شرائها مئات المليارات من الدولارات، ومن هذه الإجراءات تخفيف حدة الخطاب الإعلامي في كل وسائلها وشبكاتها الإخبارية، والتابعة لها والممولة منها في اليمن.
وسائل إعلام تابعة لحكومة الشرعية الموالية للتحالف، ذكرت أن النظام السعودي وجّه بتخفيف التصعيد الإعلامي ضد أنصار الله، مؤكدة أن التوجيهات تضمنت منع إطلاق صفة الإرهاب على الحوثيين، وأن يكون التعاطي بمسمى “حركة أنصار الله”..
وحسب وسائل إعلام الشرعية فقد شملت التوجيهات وسائل الإعلام كافة وكذلك الناشطين الموالين للسعودية، وأيضاً على منصات التواصل الاجتماعي، رغم أن المملكة طالما حرصت وسعت لتصنيف الحركة ضمن قوائم الإرهاب.
في المقابل، وفيما يشبه قلب الطاولة على الفصائل التابعة لها، تمهيداً لإزاحتها، بدأت السعودية وعبر وسائل إعلامها والناشطين الموالين لها استخدام مفردات وصفات في هجومهم عليها، كانوا يستخدمونها ضد صنعاء وطالما زايدوا بها حتى فقدت كل تأثير كانوا يأملونه، حيث أطلق عبدالله آل هتيلة، مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية الرسمية، على المجلس الانتقالي الجنوبي صفة “عصابة الضاحية الجنوبية”، وفي الوقت نفسه كال له كمّاً من الشتائم والاتهامات، ومنها التبعية لإيران، وهي الصفة التي يبدو أن المملكة تريد إبقاءها كواجهة لما تنوي فعله بالفصائل الموالية لها في سياق عمليات التصفية والإزاحة التي تتعرض لها تلك الفصائل.
في السياق، اعتبر الناشط السياسي الموالي لصنعاء، أحمد المؤيد، زيارة السفير محمد آل جابر، لصنعاء أثناء وجود الوفد العماني، إعادةً لحجمه الطبيعي كسفير، في إشارة ضمنية إلى السلطة المطلقة التي يمارسها آل جابر في تعامله مع الإعلاميين والسياسيين والصحافيين التابعين للشرعية، خصوصاً المقيمين في الرياض، حيث لا ينطقون أو يكتبون حرفاً واحداً إلا بتوجيه منه أو من مدير مكتبه، حسب تصريحات مستشار وزارة إعلام الشرعية أنيس منصور، في أوقات سابقة..
وقال المؤيد في تغريدة على تويتر: “إذا صحت الأنباء فإن صنعاء قد جعلت هذا السفير يرجع لحجمه الطبيعي، ويقوم بعمله كسفير، ويحضر لمقابلة القيادة ويقدم ما لديه ثم يغادر”، ولم يذكر المؤيد وضع السفير السعودي مع الموالين له من اليمنيين، معتبراً الحديث عنهم كالضرب في الميت.
YNP