المايسترو الأمريكي يجبر القاعدة وفصائل الإمارات على عزف أسطوانة مكسورة في لودر.. “تقرير“..!

6٬909

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/ إبراهيم القانص:

لم يعد لدى السعودية الكثير من الخيارات في حربها على اليمن، بل تكاد تكون معدومة، فما رأته على مدى سنوات الحرب التسع من التحول الدراماتيكي لقوات صنعاء من ناحية التطور المتسارع في التصنيع العسكري والقدرات القتالية الصادمة، أجبرها على إعادة حساباتها وخططها وطريقة تعاطيها مع حكومة صنعاء..

فالأمر الواقع الذي وجدت نفسها محاصرةً به لم يكن في حسبانها ولم تكن من الذكاء بحيث تضع في اعتبارها أنه لا ينبغي التقليل من شأن خصمها استناداً إلى ما جلبته من ترسانة أسلحة حديثة وحلفاء أقوياء، وهو ما أدى في النهاية إلى إجبارها على وقف العمليات العسكرية خصوصاً بعد وصول صواريخ ومسيّرات صنعاء إلى عمق أراضيها وجعل منشآتها الاقتصادية والحيوية عرضة للتدمير في غمضة عين.

كل ما سبق نتج عنه طلب السعودية للتفاوض والاستعداد لتوقيع اتفاق لإنهاء الحرب وبالشروط التي فرضتها صنعاء من موقع المنتصر القوي، لكن يبدو أن المملكة لا تزال تحت ضغوط أمريكية تفوق قدرتها على اتخاذ قرار تأمن به مما قد يترتب على عودة الصراع..

فاقتصادها سيكون على المحك ولن تجد وقتها مجيراً من غضب جيرانها الذين طالما استخفت بقدراتهم، لكنهم الآن أصبحوا قوة لا قِبَلَ لها بهم، خصوصاً بعد ما شاهدت أنهم يقفون الآن أمام أعتى قوة على الأرض، بل إن هذه القوة عجزت عن وقف عملياتهم البحرية ضد الملاحة الإسرائيلية أو إضعاف قدراتهم.

لكن، وكما يبدو، لا تزال السعودية تتحرك عبر أدواتها في الداخل اليمني بما تعتقد أنه قد يجعلها تحقق مكاسب سياسية يستمر من خلالها تمدد نفوذها في اليمن، وبالتالي التحكم بمجريات الأمور كيفما تشاء ووفق ما تعودت، إلا أن هذا الاعتقاد أصبح- من وجهة نظر مراقبين غير صائب بل وغير منطقي..

فقوات صنعاء تمكنت فعلياً من تغيير المعادلات على الأرض بما لا يستطيع أحد أن يقول بخلافه، ونتيجة لذلك وما يظهر من الهدوء النسبي في الجانب العسكري فربما يكون فقط لأن صنعاء تعطي فرصة للرياض لتصحيح مواقفها والتخلص من الضغوط الأمريكية التي تعرقل إعلان الاتفاق مع صنعاء، والذي كان نتاجاً لجولات كثيرة من التفاوض خلال الفترة الماضية.

ومما يعده مراقبون نوعاً من الضغوط الأمريكية على السعودية للتصعيد العسكري في اليمن، أو قد يكون محاولة بائسة من جانب المملكة لتقول إنها لا تزال قوية وتستطيع قلب المعادلات عن طريق أدواتها المحلية، أظهرت السعودية تحركات غير محسوبة العواقب خلال الأيام الماضية، بالتنسيق مع حليفتها ومنافستها الإمارات، من خلال نشر مجاميع من تنظيم القاعدة بشكل مفاجئ في مدينة لودر بمحافظة أبين، ومما يدل على أن هذا يتم بتنسيق مع أبوظبي أن الفصائل التابعة للإمارات أفسحت المجال لذلك الانتشار وأغمضت عيونها عنه.

وسائل إعلام محلية نقلت عن نشطاء جنوبيين على منصات التواصل أن عناصر القاعدة أعلنت عودتها إلى لودر، ووزعت منشورات وملصقات دعت من خلالها إلى ما أسمته تغيير المنكر ومحاربة الفساد، موضحةً أن تلك المجاميع وزعت المنشورات على المواطنين ووضعت الملصقات على جدران البيوت في الشارع العام وأحياء المدينة، مؤكدين أن كل ذلك حدث وسط اختفاء مفاجئ لقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.

ومن وجهة نظر مراقبين، فإن ذلك لا يعني سوى أن التحالف بقيادة السعودية عاد مجدداً إلى تحريك ورقة الجماعات المتشددة، خصوصاً تنظيم القاعدة، من خلال إعادة نشرها وتجميعها في مديريات أبين المحاذية لمحافظة البيضاء، التي تقع الآن في نطاق سيطرة حكومة صنعاء، ويفسر ذلك أيضاً تزامنه مع محاولات التحالف التصعيد العسكري ضد قوات صنعاء، وهو ما طلبه وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية من السعودية خلال زيارته للرياض الأسبوع الماضي، والتي أكد خلالها- وفق وسائل إعلام متعددة- أن واشنطن لن تسمح بتوقيع اتفاق السلام بين الرياض وصنعاء إلا إذا أوقفت الأخيرة عملياتها البحرية ضد السفن الإسرائيلية.

التوجيهات الأمريكية للسعودية تضمنت تجميع عناصر القاعدة في لودر، وفتح معسكرات في عدد من المديريات المحاذية للبيضاء لتدريب وتسليح وتمويل تلك العناصر، وبالتنسيق مع الفصائل التابعة للإمارات، وعلى رأسها قوات الانتقالي وطارق صالح، حيث تسعى الولايات المتحدة لتجميعهم والمصالحة بينهم وتوجيههم للقتال ضد قوات صنعاء، التي رفضت الامتثال للرغبة الأمريكية بوقف العمليات البحرية ضد السفن الإسرائيلية مقابل موافقة الولايات المتحدة على توقيع وإعلان اتفاق السلام بين صنعاء والرياض، والذي كان على وشك الإعلان عنه لولا التدخل الأمريكي والضغوطات على السعودية.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com