تقرير| ما وراء تحييد التحالف للقوى اليمنية التقليدية.. وما أبعاد إدخال القوى السلفية في المشهد اليمني جنوباً..!

7٬011

أبين اليوم – تقارير 

بعد نحو 10 سنوات من الحرب والحصار وسنوات اقل من التهدئة، يحاول التحالف السعودي – الاماراتي ومن خلفه أمريكا وبريطانيا إعادة رسم المشهد في اليمن، فما أبعاد الخطوة وتداعياتها على مستقبل السلام ووضع القوى اليمنية الموالية للتحالف؟

في مارس من العام 2015، اطلقت السعودية تحالف من واشنطن يضم نحو 17 دولة وعشرات الجنسيات من المرتزقة وحشدت لها أسلحة وتقنيات غير معهودة في التاريخ حتى أوصل وهم القوى بالسعودية لتحدد على لسان متحدث قواتها السابق أسبوع – أسبوعين للوصول إلى صنعاء واحتلالها.

وكانت السعودية في ضوء هذا الحشد أيضاً تراهن على قوى يمنية انسلخت من وطنيتها وفضلت الالتحاق المبكر بالسعودية، وعلى رأسها الإصلاح وفصائل جنوبية واجزاء من مليشيات المؤتمر وعلي محسن وبيت الأحمر وقائمة طويلة من المافيا التي شكلتها السعودية على مدى العقود الماضية ومنحتها نفوذ قبلي وسياسي واقتصادي يوازي قوة اليمن..

لكن كل ما جهزته السعودية لهذه المعركة تلاشى بغضون أشهر فقط وانقلب الوضع ضدها مع بدء نيران الحرب احراق اطراف الثوب السعودي وتمزيق اقتصادها الرئيسي.

لم تجد السعودية أمام الواقع الجديد وهي ترى كل ما حشدته يتبعثر سوى الانصياع لاتفاق جديد يضمن هدنة مطولة بدون حسابات ومحاولة التماهي مع كل تصعيد يمني جديد للبقاء في الظل.

اليوم وبعد سنوات من الهدنة بدأت السعودية او بالأحرى داعميها الكبار للحرب في واشنطن ولندن إعادة ترتيب الوضع الذي انحرف وتحول أيضاً إلى صراع بين اقطاع التحالف السعودي – الاماراتي نفسه، وها هي هذه الدول ذاتها التي فشلت في تركيع اليمن ووقف اسناده لغزة تعيد لملمة شتات التحالف وإعادة صياغته بطريقة ايدلوجية سبق لأمريكا وان صنفتها إرهابية..

وهي تحاول الان استخدامها كحصان طروادة  لتغيير ما عجزت عنه الآلات والتقنيات الحديثة.

فعلياً.. قد تشكل الجماعات السلفية ذات التوجه “التكفيري” مدخل جديد للاحتلال الأمريكي – البريطاني في اليمن وكبديل للأساطيل والسفن، وقد تضفى أبعاد ايدلوجية على الصراع مستقبلاً في اليمن خصوصاً بعد حملات تغذيته على مدى السنوات الماضية..

لكن ذلك لا يعني بأن أمريكا وبريطانيا قادرة على حسم المواجهة مع اليمن خصوصاً بعد فشلها بالمواجهة بحراً وجواً.

قد تنجح الولايات المتحدة وبريطانيا واللذان رفضتا على مدى سنوات السير باتفاق سلام في اليمن بإشغال اليمن بمواجهات جانبية في ظل تحضيرها لمعركة برية مع الاحتلال، لكن ذلك لا يعني نجاحهم بتحقيق مكاسب ولو اليسرة منها، وربما قد تشكل الخلطة الجديدة مزيد من الأزمات الإقليمية والاعاصير الداخلية في ضوء اقصاء قوى لا تزال تحتفظ بنفوذ داخل مناطق التحالف ذاتها ومستعدة لإعادة تقييم علاقاتها مع خصوم الداخل.

 

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com