“تقرير“| حضرموت تنتفض: غضب شعبي يزلزل الأرض تنديداً بتردي الاوضاع وانهيار الخدمات..!

6٬894

أبين اليوم – خاص 

تقرير/ عبده بغيل:

فيما تشتعل شرارة ثورة شعبية في محافظة حضرموت ضد تردي الاوضاع المعيشية وانهيار الخدمات وعلى رأسها الكهرباء، يبدأ ناشطون ومحتجون في مدينة المكلا بنصب خيام اعتصامات مفتوحة وسط المدينة، في خطوة تصعيدية جديدة في اليوم الثالث من المظاهرات.

في مشهد يعكس قمة الصمود والرفض، تنتفض مدينة المكلا، درة ساحل حضرموت، بصرخة غضب شعبي مكتومة طال أمدها، لتتحول إلى بركان يلفظ حممه في وجه الاحتلال وتردي الخدمات. فبينما يشتد الخناق على حياة المواطنين بانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل وتدهور الأوضاع المعيشية إلى مستويات كارثية، ينفجر الغضب ليرسم صورة حية لمعاناة شعب يرفض الذل، ويطالب بحقه في الكرامة والعيش الكريم.

تتقد شرارة هذه الثورة الشعبية على خلفية الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي، وتدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية إلى مستويات غير مسبوقة. فمع تجاوز انقطاع الكهرباء 20 ساعة يوميًا في ظل حرارة الصيف اللاهبة، يواجه المواطنون تحديات إنسانية لا تطاق، حيث تتعطل الحياة اليومية وتتفاقم الأمراض وتتلاشى أبسط مقومات العيش الكريم. هذا الوضع المأساوي ليس مجرد مشكلة خدمية، بل هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان الأساسية.

لقد اقتحم محتجون غاضبون ديوان عام المحافظة ومؤسسة كهرباء ساحل حضرموت، مرددين هتافات مدوية تطالب بـ”رحيل المحتل السعودي الإماراتي ومرتزقة عصابة الرياض وأبوظبي”. حمّل المحتجون الاحتلال السعودي الإماراتي المسؤولية الكاملة عن هذا التردي، مشيرين إلى إهدار الموارد المالية في المحافظة الغنية بالنفط، بينما يعاني الأهالي من الفقر والعوز.

في غضون ذلك، أغلقت جميع الطرق الرئيسية داخل المدينة، وتوقفت الحركة بشكل كامل، وسط أعمدة من الدخان المتصاعد نتيجة إشعال الإطارات، ما عكس حالة الشلل التام التي أصابت المكلا. المحلات التجارية أغلقت أبوابها، وسُمع إطلاق نار متقطع في الشحر ومناطق أخرى بهدف تفريق المحتجين، بينما انتشرت عصابات ومليشيات الارتزاق السعودي الإماراتي على نطاق واسع في مداخل المدينة والتقاطعات ومحيط المنشآت الحيوية لترهيب المواطنين.

في تطور لافت، أصدرت “لجنة التصعيد لأبناء وشباب المكلا” بيانًا ناريًا دعت فيه إلى عصيان مدني شامل، وإلى تعطيل الحركة العامة، والخروج في مظاهرات سلمية، والتوجه نحو المقرات الحكومية لإغلاقها حتى إشعار آخر، مؤكدة عزم الشباب على التصعيد.

وحمّل البيان المحتل ومرتزقة الرياض وأبوظبي المسؤولية المباشرة عن الانهيار المتسارع في الخدمات، متهمًا السلطة بممارسة “سياسات تجويع وتهميش ممنهجة”. وأكد البيان أن أبناء حضرموت “لن يقبلوا الذل” وسيواصلون حراكهم حتى تحقيق مطالبهم المشروعة. هذه المطالب ليست سياسية فقط، بل هي صرخة إنسانية واقتصادية ضد تدمير سبل العيش وتفكيك البنى التحتية للمجتمع.

لم تقتصر الأزمة على انقطاع الكهرباء، بل امتدت لتشمل انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق. اقترب سعر صرف العملة المحلية من 3000 ريال لكل دولار أمريكي، وسط عجز تام من عصابة الرياض وأبوظبي عن إيقاف هذا الانهيار المتواصل. هذا التدهور الاقتصادي يعني تآكل القوة الشرائية للمواطنين، وزيادة أسعار السلع الأساسية، ووصول الفقر إلى مستويات كارثية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com