“تعز“| من جبهات القتال إلى مخيمات الاعتصام.. نهاية مؤلمة للجرحى..!

5٬892

أبين اليوم – خاص 

دخل العشرات من المجندين الجرحى في الفصائل الموالية للتحالف، الأحد، في اعتصام مفتوح أمام مقر السلطة المحلية بمدينة تعز، في خطوة احتجاجية تصعيدية للمطالبة بصرف مستحقاتهم المتأخرة وتحسين أوضاعهم الصحية.

ونصب الجرحى، الذين شاركوا في معارك التحالف منذ بدايات الحرب على اليمن، الخيام الأولى لاعتصامهم خلال وقفة احتجاجية رفعوا فيها مطالب عاجلة تتعلق بصرف الرواتب، وتوفير الأطراف الصناعية اللازمة، ونقل الحالات الحرجة إلى الخارج لاستكمال العلاج.

ويؤكد المعتصمون أن معاناتهم الصحية والمعيشية تجاوزت حدود الاحتمال، مشيرين إلى أن كثيرًا منهم بحاجة لعمليات جراحية متقدمة وبرامج تأهيل طبي لم تتكفل بها دول التحالف رغم التعهدات المتكررة.

وأوضح الجرحى أن لجوءهم للاعتصام المفتوح جاء بعد سنوات من الطرق السلمية التي لم تجد أي استجابة، مؤكدين أن تجاهل مطالبهم الأساسية دفعهم للتحرك دفاعًا عن حقوقهم التي يرون أنها واجبة وليست مِنّة.

كما طالبوا بإعادة ترتيب ملفاتهم الطبية والإدارية بشكل منظم، يضمن حصولهم على الرعاية الصحية، والحقوق المالية، والحياة الكريمة التي يستحقونها.

ويأتي هذا الاعتصام بعد تحركات مشابهة نفذها جرحى مجندون في مدينة مأرب مطلع نوفمبر الجاري للمطالبة بالحقوق ذاتها، لكن دون أن تتجاوب السعودية والإمارات أو الحكومة الموالية لهما مع تلك المطالب.

وتعكس أوضاع الجرحى مشهدًا إنسانيًا مأساويًا، إذ يرى كثير من المراقبين أنهم استُخدموا كقوة مساندة في معارك اتسعت رقعتها طوال سنوات الحرب، دون أن يحصلوا لاحقًا على الحد الأدنى من الرعاية والاهتمام. فقد جرى تجنيد آلاف الشباب عبر قوى محلية دفعتهم إلى جبهات القتال، بينما تعيش القيادات السياسية والعسكرية المعنية خارج اليمن وتدير مصالح استثمارية خاصة، تاركة الجرحى والقتلى مجرد أرقام داخل مشهد شديد التعقيد.

وانتهى المطاف بهؤلاء المجندين الجرحى إلى واقع معيشـي غاية في الصعوبة، وسط تدهور الخدمات وغياب الرواتب للشهر الخامس على التوالي، وبقاء الوعود التي قُطعت لهم حبرًا على ورق.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com