“حضرموت“| الكشف عن تفاصيل اللحظات الأخيرة أثناء الفرار من سيئون..!
اليوم – خاص
كشف مصدر عسكري رفيع في قيادة المنطقة العسكرية الأولى تفاصيل الساعات التي سبقت سقوط مواقعها في وادي وصحراء حضرموت بيد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال المصدر إن ما جرى لم يكن معركة حقيقية، بل “عملية استلام وتسليم” تخللتها اشتباكات محدودة الشكل، قُدم خلالها عدد قليل من جنود المنطقة كـ“ثمن رمزي”، قبل أن تُفتح الطريق أمام تقدم قوات الانتقالي.
وأضاف أن قائد المنطقة العسكرية الأولى، اللواء الركن صالح الجعيملاني، حاول مع قيادات المنطقة التواصل مع وزير الدفاع محسن الداعري ورئيس مجلس القيادة رشاد العليمي لإطلاعهم على الوضع، لكن الطرفين تجاهلا الاتصالات، تاركين القوات دون أي توجيهات أو إسناد.
وأوضح المصدر أن المنطقة العسكرية الأولى لم تتلقَّ أي أوامر بالتحرك أو المقاومة، ما دفع القيادات الميدانية للاعتقاد بأن القرار السياسي والعسكري قد اتُّخذ بالتخلي عن الوادي، وجعله ساحة مفتوحة أمام الانتقالي.
وأشار إلى أن قيادة المنطقة اختفت منذ اللحظات الأولى لاندلاع المواجهات على أطراف سيئون، وهو ما دفع القوات إلى تسليم مواقعها دون قتال فعلي.
كما أكد المصدر أن قوات “درع الوطن” الموالية للسعودية رفضت خوض أي مواجهة إلى جانب المنطقة العسكرية الأولى ضد قوات الانتقالي، ما أنهى أي إمكانية للصمود أو منع الانهيار.
التحليل:
المشهد في وادي حضرموت لا يشير إلى هزيمة عسكرية بقدر ما يكشف عن تصفية حسابات سياسية داخل مجلس القيادة نفسه، وتنفيذ تفاهمات إقليمية جرت بعيداً عن القيادات الميدانية للمنطقة العسكرية الأولى.
فالتجاهل المتعمد لاتصالات الجعيملاني، وغياب أي توجيهات من العليمي والداعري، وامتناع قوات “درع الوطن” عن التدخل، كلها عناصر تدل على أن سقوط الوادي كان قراراً لا نتيجة معركة.
في المقابل، يظهر الانتقالي مدعوماً بزخم إماراتي يسعى لفرض أمر واقع جديد في قلب حضرموت، في حين يبدو أن الرياض تتجنب الصدام المباشر، وتعيد تموضع قواتها المحلية بما يخدم ترتيبات أكبر ترتبط بإعادة تشكيل النفوذ شرق اليمن.
بهذا، تحولت المنطقة العسكرية الأولى – التي طالما اعتُبرت آخر حصون النفوذ السياسي والعسكري للإصلاح في الشرق – إلى ورقة تسوية في صراع أكبر بين الرياض وأبوظبي، بينما دفعت قواتها الثمن بعد أن وجدت نفسها دون قيادة، ودون قرار، ودون رغبة سياسية حقيقية في الدفاع عنها.