“حضرموت“| الانتقالي يقتحم الحقول النفطية ومصير بن حبريش يلفّه الغموض.. فهل تخلت السعودية عنه..!
اليوم – خاص
سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات، فجر الخميس، على الحقول النفطية في حضرموت، وذلك عقب اتفاق رعته السعودية يقضي بانسحاب قوات حماية حضرموت التابعة لحلف قبائل حضرموت.
وكان الاتفاق الذي أُعلن مساء الأربعاء ينص على بقاء زعيم الحلف، الشيخ عمرو بن حبريش، داخل “الكمب” بضمانة سعودية تقطع الطريق أمام أي هجوم على قواته. إلا أن قوات الانتقالي شنّت هجوماً واسعاً على مواقع قوات بن حبريش، وسيطرت على منشآت شركات النفط بعد معارك عنيفة بين الطرفين.
وبحسب مصادر قبلية، شعرت قوات حماية حضرموت بأن السعودية “خانتها”، بعد أن قدمت ضمانات بعدم التعرض لها أثناء تنفيذ بنود الاتفاق. وأضافت المصادر أن الشيخ عمرو بن حبريش غادر موقعه بعد احتدام الاشتباكات، فيما لا يزال مصيره مجهولاً حتى اللحظة.
وفي بيان توضيحي، أكد حلف حضرموت أن قواته كانت تتحرك وفق ما تم الاتفاق عليه، لكنها فوجئت بهجوم من عدة اتجاهات. وحمل البيان محافظ حضرموت والجهة الضامنة – السعودية – مسؤولية ما حدث.
تحليل:
ما جرى في الحقول النفطية يكرّس حقيقة مفادها أن السعودية فقدت القدرة على فرض التزاماتها في حضرموت، وأن قوات الانتقالي المدعومة من الإمارات باتت تتحرك خارج أي تفاهمات تعلنها الرياض.
فالاتفاق الذي كان هدفه ترتيب انسحاب منظم لقوات الحلف، تحوّل إلى عملية إقصاء خاطفة أنهت آخر وجود مسلح مستقل في أهم مواقع الثروة شرقي اليمن.
ويكشف الهجوم عن رغبة إماراتية واضحة في حسم ملف الحقول قبل دخول أي تفاهم جديد مع السعودية، بينما يُظهر موقف الرياض – التي عجزت عن حماية الطرف الذي منحته ضمانة رسمية – تراجعاً جوهرياً في وزنها الميداني مقارنة بخصمها الإقليمي داخل اليمن.
أما اختفاء بن حبريش، فيعكس خطورة اللحظة؛ فهو أحد أبرز الفاعلين المحليين الذين حاولت السعودية الاعتماد عليهم كقوة توازن في حضرموت.
ومع انهيار موقعه خلال ساعات، تدخل المحافظة مرحلة جديدة تتصدرها قوات الانتقالي، بينما تتقلص قدرة الرياض على التأثير في قلب أهم معقل نفطي في اليمن.