“عدن“| وفد سعودي–إماراتي يغادر المدينة دون نتائج حاسمة وسط تعقّد ملف حضرموت والمهرة..!
أبين اليوم – خاص
وصل وفد سعودي–إماراتي مشترك، مساء الجمعة، إلى مدينة عدن، في إطار مساعٍ تقودها الرياض لإقناع المجلس الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة، في ظل تجاهل إماراتي واضح لتلك المطالب.
وأفادت مصادر مطلعة أن الوفد نُقل تحت حراسة مشددة من مطار عدن إلى قصر معاشيق الرئاسي، حيث عقد فور وصوله اجتماعًا مع رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، لبحث الضغوط السعودية المتعلقة بالانسحاب من المحافظات الشرقية.
وبالتزامن مع الزيارة، حشد المجلس الانتقالي أنصاره في عدن، حيث رُفعت أعلام الجنوب إلى جانب أعلام السعودية والإمارات، في رسالة سياسية تعكس تمسكه بالدعم الإماراتي في مواجهة الضغوط السعودية.
وأشارت المصادر إلى أن الرياض تمارس ضغوطًا متزايدة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة، غير أن الملف لا يزال مرهونًا بقرار سعودي–إماراتي مشترك، في ظل استمرار ضبابية التنسيق بين الطرفين.
وكان رئيس الوفد السعودي في حضرموت، محمد القحطاني، قد أعلن سابقًا أن الإمارات وافقت على خطة لتطبيع الأوضاع في المحافظتين تتضمن انسحاب قوات المجلس الانتقالي، إلا أن رفض الانتقالي تنفيذ الانسحاب يؤكد، بحسب مراقبين، عدم تلقيه أي توجيه إماراتي مباشر بسحب قواته من شرق اليمن.
وغادر الوفد السعودي–الإماراتي مدينة عدن صباح السبت، عقب اجتماعات وُصفت بالعاصفة مع قيادة المجلس الانتقالي، دون صدور أي بيان رسمي يوضح نتائج الزيارة، ما يعكس تعثر التفاهمات بشأن التصعيد العسكري في المحافظات الشرقية.
– تحليل:
تكشف مغادرة الوفد السعودي–الإماراتي عدن دون إعلان نتائج واضحة عن عمق الخلافات غير المعلنة داخل معسكر التحالف، حيث يبدو أن المجلس الانتقالي يتحرك وفق إيقاع الدعم الإماراتي أكثر من استجابته للضغوط السعودية.
فرفض الانسحاب من حضرموت والمهرة لا يعكس فقط تحديًا للرياض، بل يفضح هشاشة التفاهمات الثنائية بين السعودية والإمارات في إدارة الملف اليمني، خاصة في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية.
وفي ظل هذا المشهد، تتحول حضرموت والمهرة إلى ساحة صراع نفوذ إقليمي، لا مجرد خلاف محلي، ما ينذر بمزيد من التصعيد ويؤكد أن قرار الميدان لم يعد يُصنع في عدن، بل في عواصم الخارج.