“الرياض“| واشنطن تدخل على خط أزمة شرق اليمن وتفرض شروطها على الانتقالي لاحتواء التصعيد..!

5٬885

أبين اليوم – خاص 

دخلت الولايات المتحدة، الثلاثاء، رسميًا على خط الأزمة المتصاعدة في شرق اليمن، عبر تحرك دبلوماسي هو الأول من نوعه منذ سيطرة الفصائل الانفصالية على الهضبة النفطية.

وعقد السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، لقاءً مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الموالي للسعودية، رشاد العليمي، في اجتماع يُعد الأول منذ التحولات الميدانية الأخيرة التي شهدتها محافظتا حضرموت والمهرة.

وأعلنت السفارة الأمريكية، في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي، أن اللقاء خُصص لمناقشة ما وصفته بـ”التهديد الثلاثي” للأمن القومي الأمريكي، والمتمثل في جماعة الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش.

ويعزز هذا الطرح ما كانت قد تحدثت عنه مصادر دبلوماسية غربية بشأن طلب أمريكي مباشر من العليمي بوقف أي تصعيد مع المجلس الانتقالي، على خلفية سيطرته الأخيرة شرقي البلاد، تفاديًا لانفجار صراع داخلي أوسع بين حلفاء واشنطن الإقليميين.

وبحسب المصادر، فإن مسؤولين في إدارة ترامب أجروا اتصالات مباشرة مع رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي عقب تمدد قواته في حضرموت والمهرة، وطرحوا عليه ثلاثة شروط أساسية، في مقدمتها عدم تعميق الخلاف بين الإمارات والسعودية، والالتزام الواضح بمحاربة الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش.

وخلال الساعات الأخيرة، بدأ المجلس الانتقالي باتخاذ خطوات توحي بتجاوبه مع هذه الشروط، إذ أطلق حملة أمنية في محافظة أبين، معقل خصومه التقليديين، تحت مسمى “عملية الحسم”، بالتوازي مع تحركات سياسية شملت لقاءات مع قيادات شمالية موالية للإمارات، في محاولة لإظهار استعداد ظاهري للتصعيد شمالًا.

تحليل:

يعكس الدخول الأمريكي المباشر على خط أزمة شرق اليمن قلق واشنطن من تحوّل الصراع بين حلفائها إلى عامل تهديد لمصالحها الأمنية في المنطقة، أكثر من كونه حرصًا على وحدة اليمن أو استقراره.

فالتركيز الأمريكي على “التهديد الثلاثي” يكشف بوضوح أن الأولوية ليست في معالجة جذور الانقلاب الانتقالي أو تمدده، بل في ضبط إيقاعه بما لا يربك التوازن السعودي–الإماراتي، ويُبقي الجبهة مفتوحة ضد خصوم واشنطن التقليديين.

وفي المقابل، يحاول المجلس الانتقالي توظيف الشروط الأمريكية كغطاء سياسي وأمني لتعزيز سيطرته جنوبًا، وتسويق حملاته ضد خصومه على أنها جزء من الحرب على الإرهاب، لا صراع نفوذ داخلي.

وبذلك، تبدو واشنطن وقد قبلت عمليًا بالأمر الواقع الجديد، مكتفية بإدارته بدلًا من منعه، ما ينذر بترسيخ الانقسامات وتكريس منطق المليشيات كبديل عن الدولة، طالما أن ذلك لا يتعارض مع الحسابات الأمريكية الآنية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com