الانتقالي ينسحب من الشرق اليمني بعد أيام من التمدد العسكري.. حملة إعلامية لتغطية التراجع وأبرز قادة حملته يظهر في أبين..!
أبين اليوم – خاص
أكّد المجلس الانتقالي الجنوبي، سلطة الأمر الواقع في جنوب اليمن، انسحاب قواته من المحافظات الشرقية، بعد أيام قليلة من سيطرتها عليها ضمن تحرك عسكري وُصف حينها بأنه “استراتيجي”.
وتداولت وسائل إعلام تابعة للمجلس صورًا ومقاطع مصوّرة لقيادات عسكرية شاركت في الحملة التي رُفعت تحت شعار “مستقبل واعد”، والتي استهدفت محافظات النفط شرقي البلاد، مؤكدة عودة تلك القيادات إلى محافظة أبين، البوابة الشرقية لعدن.
وبرز من بين العائدين القيادي نبيل المشوشي، الذي قاد الهجوم على فصائل حزب الإصلاح في منطقة عارين الواقعة على الحدود بين شبوة ومأرب.
وجاء الانسحاب في ظل تأكيدات سعودية على موافقة المجلس الانتقالي على هذه الخطوة، بما يضمن “حفظ ماء الوجه” سياسيًا وعسكريًا.
وفي سياق متصل، أطلق المجلس الثلاثاء حملة عسكرية جديدة في محافظة أبين، الخاضعة لسيطرته منذ سنوات، تحت مسمى “عملية الحسم”، وهي خطوة فسّرها مراقبون كمحاولة لصرف الأنظار عن الانسحاب من المحافظات الشرقية، وإعادة توجيه الخطاب الإعلامي نحو جبهة داخلية مأمونة نسبيًا.
وتشير هذه التطورات إلى بدء انسحاب فعلي ومنظم لقوات الانتقالي من الشرق، رغم المساعي الإعلامية لتقديم المشهد باعتباره إعادة تموضع لا تراجعًا.
تحليل:
يعكس انسحاب المجلس الانتقالي من المحافظات الشرقية محدودية قدرته على تثبيت مكاسب ميدانية خارج نطاق نفوذه التقليدي، في ظل توازنات إقليمية دقيقة تفرضها السعودية بوصفها اللاعب الأثقل في هذا المسرح.
فالحملة التي سُوّقت كتحول استراتيجي انتهت سريعًا إلى تراجع محسوب، جرى تغليفه بعمليات جانبية وخطاب تعبوي يهدف إلى احتواء قواعد المجلس ومنع تآكل صورته كقوة صاعدة.
وفي العمق، تكشف الخطوة أن قرار الحرب والسلم جنوب اليمن ما يزال مرتهنًا للتفاهمات الإقليمية، وأن أي تمدد عسكري غير منسّق يبقى مؤقتًا وقابلًا للإجهاض مهما ارتفعت نبرة الشعارات.