“مقالات“| الدعم الخارجي للمجلس الانتقالي.. مشروع تفكيك ممنهج ووحدة اليمن في مرمى الاستهداف..!
أبين اليوم – خاص
بقلم/ عبدالفتاح العوذلي
ما يجري اليوم في المحافظات الجنوبية ليس خلافًا سياسيًا عابرًا، ولا صراعًا داخليًا محدودًا، بل هو مشروع خارجي متكامل تُديره دولة الإمارات وتنفّذه عبر أدوات محلية من المرتزقة، وفي مقدمتهم المجلس الانتقالي الجنوبي، في محاولة مكشوفة لتمزيق الجغرافيا اليمنية وضرب وحدتها الوطنية من خاصرتها الجنوبية.
الإمارات تمثل رأس الحربة في هذا المشروع، فهي الممول والمشرف والمحرّك الأساسي، وقد وفّرت للمجلس الانتقالي كل أشكال الدعم، من التمويل والتدريب العسكري إلى التسليح النوعي والدعم اللوجستي والاستخباراتي، ضمن سياسة توسعية تهدف إلى السيطرة على الموانئ والجزر والممرات البحرية، ولو كان الثمن إشعال الفتن وتمزيق النسيج الوطني اليمني.
وفي السياق ذاته، تتصاعد مؤشرات الدور البريطاني، حيث تتداول الأوساط السياسية اتهامات بوجود تفاهمات غير معلنة بين لندن وأبوظبي حول مستقبل جنوب اليمن المحتل. ويبدو أن بريطانيا تسعى إلى إعادة إنتاج نفوذها التاريخي عبر دعم المجلس الانتقالي ككيان منفصل، في تجاوز صارخ لسيادة اليمن ووحدته.
أما الكيان الصهيوني، ورغم محاولاته الظهور بعيدًا عن المشهد العلني، إلا أن حضوره بات واضحًا من خلال التصريحات والعلاقات التي كشف عنها عيدروس الزبيدي، والتي تشير إلى وجود تنسيق مع إسرائيل، التي ترى في تفكيك اليمن فرصة استراتيجية للهيمنة على البحر الأحمر وباب المندب وضرب الأمن القومي العربي من العمق.
هذا الدعم الخارجي شجّع المجلس الانتقالي على تبني خطاب انفصالي متطرف، يعمل على تعميق الانقسامات داخل المجتمع اليمني، وتحويل الجنوب إلى ساحة صراع مفتوح بين أدوات العدوان نفسها. وقد تجسّد ذلك في التوترات والاشتباكات المتكررة في محافظتي أبين وشبوة، حيث تُسفك دماء اليمنيين خدمة لأجندات خارجية لا علاقة لها بمصالح الشعب.
الحشود العسكرية في أبين.. تصعيد محسوب ومخطط خطير:
خلال الأسابيع الماضية، شهدت مديرية لودر بمحافظة أبين تحركات عسكرية مكثفة لقوات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيًا، في محاولة واضحة للتقدّم نحو مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء. ويأتي هذا التصعيد في إطار مخطط يسعى إلى فرض واقع عسكري جديد وتوسيع النفوذ شمالًا، قبل أي تسوية سياسية شاملة.
غير أن هذه المحاولات محكومة بالفشل، في ظل سيطرة حكومة صنعاء الشرعية على مكيراس والمناطق المحيطة بها، وتأكيدها أنها لن تسمح بسقوط أي شبر من الأرض اليمنية بيد قوى العدوان ومرتزقته، مهما بلغ حجم الدعم الخارجي.
رفض شعبي واسع وتحذيرات من انفجار شامل:
قوبلت هذه التحركات بإدانات وتحذيرات واسعة من تصعيد خطير قد لا تُحمد عقباه، في ظل تنامي الرفض الشعبي في المحافظات الجنوبية لأي دعم إسرائيلي أو بريطاني مباشر للمجلس الانتقالي الجنوبي، باعتباره دعمًا مشبوهًا يستهدف اليمن أرضًا وإنسانًا.
ويؤكد مراقبون أن:
- – الدعم الحقيقي والمباشر للمجلس الانتقالي يأتي من الإمارات ضمن مشروع إقليمي تفكيكي.
– التصعيد العسكري في أبين يهدد بتفجير جبهة جديدة ويعقّد أي جهود سلام حقيقية.
– الحفاظ على وحدة اليمن مسؤولية وطنية لا تقبل المساومة، وتتطلب وقف التدخلات الخارجية والتحركات الأحادية التي تدفع البلاد نحو مزيد من الفوضى.
– إن وحدة اليمن ستبقى خطًا أحمر، وأي رهان على تقسيمه لن يجلب إلا الخسارة، وسيسقط أمام وعي الشعب اليمني وصموده، مهما طال الزمن.