“سقطرى“| في تصعيد ملفت.. صدام سعودي – إماراتي مفتوح وكسر نفوذ الانتقالي..!
أبين اليوم – خاص
شهدت جزيرة سقطرى، الخميس، تصعيدًا لافتًا في حدة المواجهة بين السعودية والإمارات، في واحدة من أخطر حلقات الصراع بين طرفي التحالف داخل الجغرافيا اليمنية، وسط مؤشرات على تحرك سعودي منظم لإسقاط النفوذ الإماراتي في الجزيرة.
وبدأت الرياض خطوات عملية في هذا الاتجاه عبر فتح منابرها الإعلامية لقيادات في السلطة المحلية بسقطرى، أبرزهم وكيل المحافظة عبد الجميل السقطري، الذي أعلن بوضوح رفضه لما وصفه بتمرد المجلس الانتقالي الموالي لأبوظبي، مؤكدًا تمسك السلطة بخيار الوحدة والوقوف إلى جانب الدولة ومؤسساتها الشرعية.
واعتبر مراقبون أن إبراز الأصوات المحلية المعارضة للانتقالي في هذا التوقيت يحمل دلالات سياسية عميقة، ويهدف إلى تضييق هامش مناورة الإمارات داخل سقطرى، وكشف حالة الانقسام والرفض الشعبي والرسمي لها، في إطار تمهيد واضح لإسقاط نفوذها عبر أدوات سياسية وإعلامية قبل أي تحرك ميداني مباشر.
وتزامن التحرك السعودي مع استمرار تعليق الرحلات الجوية الإماراتية إلى سقطرى، في وقت تحاول فيه أبوظبي ممارسة ضغط شعبي لفتح المطار الذي تتخذه القوات السعودية قاعدة عسكرية لها على الجزيرة.
وفي المقابل، واصلت الإمارات لليوم الثاني حشد عناصر موالية لها وتنظيم تظاهرات أمام المطار، وسط تسريبات عن ترتيبات لاقتحامه.
وتعد سقطرى إحدى محافظات الهضبة الشرقية لليمن، إلى جانب حضرموت والمهرة، وقد تحولت هذه المحافظات مجتمعة إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين قطبي التحالف، في تطور ينذر باحتمال انتقال الصراع من إدارة النفوذ غير المباشر إلى مواجهة مباشرة غير مسبوقة.
تحليل:
ما يجري في سقطرى لم يعد خلافًا تكتيكيًا عابرًا بين شريكين في تحالف واحد، بل يعكس مرحلة متقدمة من صراع استراتيجي على الجغرافيا والنفوذ في شرق وجنوب اليمن.
التحرك السعودي لكسر الهيمنة الإماراتية عبر الشرعية المحلية والإعلام يمثل محاولة لإعادة رسم قواعد الاشتباك دون الانجرار الفوري لمواجهة عسكرية، بينما تصعيد أبوظبي شعبيًا وأمنيًا يكشف إدراكها لخطر خسارة سقطرى كنقطة ارتكاز حيوية في بحر العرب والمحيط الهندي.
ومع امتداد هذا الصراع إلى حضرموت والمهرة، تتجه المنطقة نحو تفكيك فعلي لمنظومة التحالف، وتكريس واقع جديد تُدار فيه المعارك تحت عناوين الشرعية والوحدة، بينما جوهرها صراع نفوذ إقليمي يهدد ما تبقى من استقرار اليمن ووحدته.