“مكة“| فتاوى القتال تُشعل الصراع: الانتقالي يتوجس من شرعنة سعودية للحرب شرق اليمن..!

5٬993

أبين اليوم – خاص 

تصاعدت حالة القلق داخل أوساط المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، الأحد، عقب تداول فتوى دينية سعودية تشرعن القتال ضده، في ظل مؤشرات متزايدة على قرب اندلاع مواجهات عسكرية واسعة شرقي اليمن.

وأبدت قيادات بارزة في المجلس مخاوف جدية من تداعيات الفتوى، حيث اعتبر الصحفي المقرب من الانتقالي والمقيم في أبوظبي، هاني مسهور، أن ما ورد فيها يمثل «شرعنة صريحة للقتل وإعلان حرب مفتوحة».

وجاء ذلك بعد تداول وسائل إعلام سعودية فتوى منسوبة لأستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، الشيخ السلفي عبد الله بن عبد الرحيم البخاري، أكد فيها أن رشاد العليمي هو «ولي الأمر الشرعي» في اليمن.

وتزامن نشر الفتوى مع استعدادات سعودية لعملية عسكرية واسعة ضد الفصائل المدعومة إماراتيًا في شرق اليمن، والتي باتت الرياض تصفها بـ«المتمردة».

وتهدف الفتوى، بحسب قراءات الانتقالي، إلى حشد الفصائل السلفية الموالية للسعودية، وعلى رأسها قوات «درع الوطن»، ودفعها للمشاركة في القتال، إضافة إلى محاولة شق صفوف ألوية العمالقة الجنوبية بقيادة أبو زرعة المحرمي، والتي تضم عناصر سلفية أيضًا.

كما يخشى الانتقالي من أن تفتح الفتوى الباب أمام تحريك جماعات متطرفة، وهو ما ألمح إليه رئيس وفد مفاوضات المجلس ناصر الخبجي، محذرًا في تغريدة من عودة ما سماها «الذئاب المنفردة»، في إشارة إلى فصيل الاغتيالات المرتبط بتنظيم القاعدة.

وفي رد مقابل، أصدر نائب رئيس المجلس الانتقالي السابق هاني بن بريك فتوى مضادة اعتبر فيها عيدروس الزبيدي «ولي أمر الجنوبيين الشرعي»، في خطوة تعكس انتقال الصراع من الميدان والسياسة إلى ساحة الشرعية الدينية.

وتأتي هذه التطورات في ظل انقسامات داخل الفصائل السلفية الموالية للسعودية والإمارات، خاصة داخل «درع الوطن» وألوية العمالقة، بشأن المشاركة في أي معركة مقبلة دون غطاء ديني واضح.

تحليل:

تكشف معركة الفتاوى الجارية عن انتقال الصراع السعودي–الإماراتي في اليمن إلى مرحلة أكثر خطورة، حيث يجري توظيف الشرعية الدينية لتعبئة المقاتلين وكسر التردد داخل الفصائل السلفية.

هذا التحول لا يعكس فقط عمق الخلاف بين الرياض وأبوظبي، بل ينذر بإعادة إنتاج أنماط صراع سابقة اتسمت بالفوضى وتعدد الولاءات.

استخدام مفهوم «ولي الأمر» كسلاح تعبوي يهدد بتفجير انقسامات عقائدية داخل المعسكر الواحد، ويفتح الباب أمام انزلاق أمني واسع قد يصعب ضبطه.

وفي حال تحولت الفتاوى إلى وقود للمعركة المقبلة، فإن شرق اليمن مرشح للدخول في مواجهة مركبة، تختلط فيها الحسابات السياسية بالتحريض الديني، بما يجعل تداعياتها أخطر من مجرد جولة صراع عسكري عابر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com