موميكا ليس سوى أداة.. إبحثوا عن المُحرّض..!

4٬807

أبين اليوم – تحليلات الدولية

بداية علينا التأكيد ان جرائم إحراق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم في السويد، هي جرائم لا تتحمل السلطات السويدية مسؤولية كبرى ازاءها فحسب، بل تُعتبر شريكة مباشرة في ارتكابها، بل أنه لولاها لما وقعت مثل هذه الجرائم، فهي التي سمحت بارتكابها، بقرارات رسمية اصدرتها، ووفرت لمنفذيها الحماية، تحت ذريعة “حرية التعبير”.

لذلك علينا كمسلمين، ألا نتعامل مع هذه الجرائم عبر التركيز على منفذيها فقط، لا سيما النكرة والمعتوه المدعو موميكا، فهؤلاء ليسوا سوى أدوات جريمة، استخدمها المجرم الحقيقي لتنفيذ جرائمه، وهذا المجرم ليس سوى السلطات السويدية، وحسناً فعلت الحكومة العراقية، عندما سحبت القائم بأعمال العراق من استوكهولم، وطردت السفيرة السويدية من بغداد، وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع هذا البلد، الذي تحكمه احزاب يمينية متطرفة، منخورة من قبل الصهيونية العالمية.

الجهات التي تقف وراء هذه الجرائم حاولت التركيز على ديانة المعتوه موميكا وتضخيمها، وهو تركيز كان الهدف منه احداث فتنة دينية، الا انه وبفضل وعي المسلمين والمسيحيين، تم وأد هذه الفتنة، فهذا المخبول لا يمثل حتى نفسه، فيمكن وبسهولة من خلال الاستماع الى كلامه او مشاهدة سلوكه، ان نستشف، انه ليس سوى أداة يتم استغلالها لتحقيق اهدف، لا يعرف حتى هو ماهيتها.

يمكن الوقوف على بعض أهداف السلطات السويدية، التي تحرك موميكا، من خلال الاضافات التي يضيفها هذا المخبول على افعاله الشاذة في كل مرة، فهذه السلطات طلبت منه في جريمته الأولى إحراق نسخة من القرآن الكريم فقط، وفي الجريمة الثانية، أضافت الى القرآن الكريم، العلم العراقي، ومن المؤكد انها ستضيف الى قائمة ما يدنسه، رموزاً اخرى، حتى تحقيق امنية هذه الجهات في احداث فتنة بين ابناء الشعب الواحد، وكذلك في المجتمعات الاسلامية والعربية، وهي امنية، لم ولن ترى النور، فهي أمنية لن يقدمها المسلمون والمسيحيون وباقي الاقليات العرقية والدينية في المنطقة، على طبق من ذهب، للكيان الاسرائيلي وامريكا والغرب.

عندما يخاطب الصحفي البريطاني روبرت كارتر السلطات السويدية قائلاً: “إنكم تدّعون أنكم مثال رائع عن الديمقراطية ومدافعون عن حرية التعبير، لكنكم حارقو الأدب والشعر وأعظم كتاب ورسالة في هذه الدنيا، القرآن الكريم، أنتم منافقون وقحون لا تفعلون شيئاً سوى الدفاع عن خطاب الكراهية من قبل أقلية من المتطرفين وناشري الكراهية.. عليكم أن تخجلوا من أنفسكم. كيف تتجرؤون على تعليم الآخرين، خصوصا المجتمعات المسلمة، الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان، بينما تروّجون لتدمير الأدب والكُتُب كما فعلت ألمانيا النازية.

العار عليكم”، فهذا يعني ان المخطط الذي تنفذه السلطات السويدية، بات مكشوفاً حتى للغربيين انفسهم.

لذلك ومن اجل وأد المخطط الصهيوني الذي تنفذه السلطات السويدية بغباء فاضح، ومن اجل ردع هذه السلطات عن تكرار فعلتها المقززة تحت ذريعة حرية التعبير المزيفة، على الشعوب الاسلامية والعربية ان تضغط على دولها لطرد سفراء السويد من دولهم، وسحب سفراء بلدانها من السويد كما طالب بذلك الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله.

الحكومة العراقية علقت ترخيص عمل شركة أريكسون السويدية للاتصالات في الأراضي العراقية، وهو إجراء في غاية الأهمية، وفي حال اتخذت الحكومات العربية والاسلامية، مثل هذا الإجراء حتى في حدوده الدنيا، عندها فقط ستكف السلطات السويدية عن الانخراط بهذا الشكل الاعمى، في تنفيذ المخططات الاسرائيلية، عبر تجنيد مرضى نفسيين وحمقى مثل موميكا، لاستفزاز اكثر من ملياري انسان، ولزرع الكراهية والاحقاد بين الشعوب والمجتمعات، ليبقى الكيان الاسرائيلي آمنا.

 

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com