“تحليل“| صاروخ يمني يكشف الأوهام والأكاذيب.. ويُدين النُّظم والفصائل..!

4٬785

أبين اليوم – تقارير 

تحليل/د. ميخائيل عوض:

صاروخ يضرب مطار بن غوريون فيهزم ستة طبقات من الدفاعات الجوية استثمرت فيها مليارات الدولارات وتمثل درة الانتاج الأمريكي الأوروبي والانجلو ساكسوني.

صاروخ فرط صوتي جاوز ٢٤٠٠ كلم ووصل إلى هدفه بدقة.

أهميته الفرط استراتيجية أنه جاوز كل منظومات الاستطلاع والأقمار والرادارات والدفاعات التي تنتشر في البحار والجغرافية والسماء لحماية إسرائيل ليصيب هدفه.

اليمن بعد ٦ أسابيع من حرب عدوانية متوحشة تدميرية أمر بها ترامب، وزجَّ البنتاغون كل وأعظم ما لديه من قدرات وحاملتي طائرات هي الأحدث في الترسانة الأمريكية والغربية.

العدوان الأمريكي يتكامل مع اعتداءات إسرائيلية أمريكية بريطانية، ويَرث نتائج محاولة غزو سعودية لسبع سنوات، شاركت فيها ٤٠ دولة وكل مرتزقة العالم بقيادة وتخطيط ومشاركة إسرائيلية أمريكية.

الصاروخ اليمني يرد بالوقائع على ذريعة الصمت والانكفاء ووقف الاشتباك وترك نتنياهو يعربد ويتعنتر.

أن ينجح اليمن برغم ما تعرض ويتعرض له من حروب تدمير وحصار وتجويع وتدمير البنى التحتية برمتها يمثل حدثاً فرط استراتيجي بدلالاته ومؤشراته، بل ودروسه ونتائجه.

في أقل تقدير يمثل صفعةً مذلة للأُسر والنظم والدول العربية والإسلامية قاطبة، وخاصة التي ترفع رايات بيضاء وتستسلم بذريعة العجز وبذريعة قوة إسرائيل وقدرات أمريكا.

يبصق في وجه دول الطوق وإدارتها وحكامها، الجدد والقدماء الاتون من الجيوش والاتون من تجارب الاسلام المسلح وفصائل تخصصت بالإرهاب وبتدمير الجيوش والدول التي قاومت او حاولت ويسقط أكاذيبهم ويكشف حجم خيانتهم وعمالتهم.

الصاروخ اليمني يرد بالوقائع على ذريعة الصمت والانكفاء ووقف الاشتباك وترك نتنياهو يعربد ويتعنتر. وتردع من يُشيع وهماً عن قوة وتقانة إسرائيل وقدرات جيشها وحجم تحالفاتها في الحرب.

يؤكد الصاروخ أحقية امتلاك السلاح وتصنيعه وتطويره، لا تسليمه. بل واستخدامه المتقن وفي اللحظات المناسبة. فما قيمة السلاح وما أهميته إذا لم يستخدم؟

تصوروا لو أنَّ نيران الصواريخ والمسيرات والهجمات تم تنسيقها منذ أشهر، عندما توحدت الجبهات واستخدمت هجومياً وبالتناوب..! ولبنان وسوريا والعراق أقرب بكثير من اليمن، وذات الصواريخ والرجال يتشابهون مع اليمنيين، ألم يكن أفضل بألف مرة من أن تُدمر في مخازنها أو تسليمها لتدمر دون استخدامها؟

حقاً صاروخ اليمن يمثل صفعة مؤلمة، وحدثاً كاشفاً للأكاذيب، وتعرية الواهمين والمستسلمين، وصدمة لمروجي العجز وروح الهزيمة

كم كان صادقا السيد حسن نصرالله في حديثه عن الصواريخ من لبنان، ودقتها وقوتها التدميرية ليتها استهدفت “بن غوريون” الذي لا يبعد بضعة عشرات من الكيلومترات والبنى التحتية وحقول الغاز، وتساندت مع صواريخ من العراق وسوريا واليمن، فهل كان سقط النظام السوري وتفلتت الأمور وارتُكبت المجازر بأهل الساحل وجرمانا والسويداء؟

ليتها أُطلقت الصواريخ والمسيرات من لبنان، بدل أن تُترك للتخريب، وإصابة رماتها أو استشهادهم قبل إطلاقها، فهل كان تسنى لنتنياهو اغتيال السيد حسن نصرالله وتدمير الجنوب والضاحية وبعلبك؟

حقاً صاروخ اليمن يمثل صفعة مؤلمة، وحدثاً كاشفاً للأكاذيب، وتعرية الواهمين والمستسلمين، وصدمة لمروجي العجز وروح الهزيمة. ويمثل حجة لصالح استمرار المقاومة وخيارها وتعزيزه، فلا طريق للكرامة وحفظ السيادة وحماية الشعوب وانتزاع الحقوق إلا المقاومة فلسلاح والمقاومة يحمي ويؤمن ويوحد الشعوب والأمم.

*كاتب ومحلل سياسي لبناني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com