“تعز“| تعزيزات ضخمة لطارق صالح نحو الوازعية: تصعيد ميداني يهدد بتفجير الساحل الغربي..!

5٬889

أبين اليوم – خاص

دفع قائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي، طارق صالح، السبت، بتعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه مديرية الوازعية، إحدى أهم مناطق النفوذ في ساحل تعز، بهدف حسم المواجهات المشتعلة هناك.

وتزامن التحرك الجديد مع استمرار الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي، في وقت تداول ناشطون صوراً تُظهر أرتالاً عسكرية ضخمة تتحرك من المخا نحو قرى الوازعية القريبة من باب المندب، التي تشهد منذ الخميس مواجهات متصاعدة.

وجاءت التعزيزات رغم وجود وساطة قبلية تُجرى في المخا لاحتواء التوتر. وكانت قوات طارق قد أرسلت في وقت سابق حملة أمنية إلى قرى المدية لاعتقال شيخ قبلي اعترض على قوائم مساعدات أعدتها إحدى المنظمات، واعتبرها غير عادلة، قبل أن يستولي على حاسوب محمول يعود لأحد موظفي المنظمة. هذا الحادث منح طارق ذريعة للتحرك، مستنداً إلى مبرر “استعادة اللابتوب”، رغم أن العلاقة بينه وبين قبائل المنطقة تشهد تاريخاً من المواجهات.

وفشلت قواته في اقتحام القرى بعد معارك عنيفة، تمكن خلالها مقاتلو القبائل من إسقاط طائرة مسيّرة والسيطرة على مواقع جبلية محصنة، ما اضطر طارق إلى الدفع بالمزيد من القوات في محاولة لتغيير مسار المعركة.

وتشير خطوة طارق صالح بإرسال تعزيزات إضافية إلى توجه واضح نحو الحسم العسكري بدلاً من القبول بمسار الوساطة، ما يفتح الباب أمام جولة جديدة من الصراع داخل مناطق نفوذه في الساحل الغربي.

ومع حساسية الوازعية جغرافياً لقربها من باب المندب، فإن أي تصعيد قد ينعكس على خريطة السيطرة في الممر البحري الحيوي، ويعيد خلط الأوراق بين القوى المحلية المدعومة خارجياً.

كما يكشف التصعيد أن الخلافات القبلية، مهما بدا ظاهرها بسيطاً، سرعان ما تتحول إلى معارك مفتوحة عندما تتقاطع مع حسابات النفوذ والسيطرة في واحدة من أكثر مناطق اليمن استراتيجية.

كما يعكس الإصرار على الحسم العسكري في الوازعية أن طارق صالح لم يعد يتعامل مع النزاع باعتباره حادثاً محلياً أو خلافاً قبلياً عابراً، بل كجزء من معركة أوسع لترسيخ نفوذه في أهم مناطق الساحل الغربي، حيث تُعاد هندسة موازين السيطرة بدفعٍ إماراتي متواصل.

فالوازعية ليست مجرد مديرية طرفية، بل عقدة جغرافية تربط بين المخا وباب المندب وتعز، ما يجعل إخضاعها سياسياً وعسكرياً ضرورة لبناء “عمق آمن” لمشروع القوات المشتركة.

ولهذا تبدو المواجهة الحالية اختباراً حقيقياً لقدرته على فرض سلطته خارج المخا، وفي الوقت ذاته اختباراً لقدرة القبائل على مقاومة تمددٍ يرى كثيرون أنه يتجاوز حدود الخلاف الأخير.

وفي المحصلة، فإن استمرار التصعيد سيعيد إنتاج صراعات داخلية في معسكر واحد، ما قد يفتح الباب أمام فراغات أمنية جديدة ويمنح القوى المنافسة فرصة لالتقاط مكاسب على حساب الطرفين، في منطقة لطالما اعتُبرت محوراً للصراع الإقليمي والدولي.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com