“واشنطن“| عقوبات أمريكية جديدة على أبوظبي بطلب سعودي: التوتر الخليجي يبلغ الذروة وملامح صدام مفتوح تتكشف..!
اليوم – خاص
كشفت الولايات المتحدة، الاثنين، عن ترتيبات لحزمة عقوبات جديدة تستهدف الإمارات، وذلك بناءً على طلب مباشر من السعودية، في خطوة تعكس بلوغ التوتر بين الحليفتين السابقين في حرب اليمن مستوى غير مسبوق.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن العقوبات المرتقبة ستطال شركات تعمل في مجالي النفط والمجوهرات مقرها أبوظبي، معتبرة أن هذه الحزمة تمثّل الثالثة خلال بضعة أشهر، والثانية خلال الشهر ذاته الذي شهد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن.
ونقلت شبكة “بي بي إس” الأمريكية عن مصادر قولها إن بن سلمان هو من طلب فرض هذه العقوبات، مشيرة إلى أنه طالب أيضًا بعقوبات ثانوية ضد أبوظبي، في رسالة تعبّر عن استعداد الرياض لاستخدام أدوات ضغط قاسية ضد الإمارات.
ويأتي ذلك بعد اتصال أجراه بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل يومين فقط، رغم أن أقل من أسبوع مرّ على زيارته لواشنطن.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت في 20 نوفمبر فرض عقوبات على سبع شركات إماراتية تعمل في قطاعات النفط والمجوهرات، متهمةً إياها بدعم قوات الدعم السريع في السودان المرتبطة بالإمارات.
وتتزامن هذه التطورات مع احتدام المواجهة غير المعلنة بين السعودية والإمارات في عدة ساحات، إذ تدفع أبوظبي بالصراع نحو حدود المملكة عبر اليمن، بينما تركز الرياض جهودها على هزيمة النفوذ الإماراتي في السودان.
وبحسب خبراء، فإن موجة العقوبات الجديدة تعكس وصول العلاقة بين الدولتين الخليجيتين المتنافستين على النفوذ في الشرق الأوسط إلى مفترق طرق حقيقي.
التحليل:
تكشف المعطيات الأخيرة عن انتقال التوتر السعودي الإماراتي من مستوى الصراع بالوكالة إلى مستوى المواجهة المباشرة باستخدام أدوات ضغط دولية. طلب بن سلمان من واشنطن فرض عقوبات على الإمارات – وخاصة العقوبات الثانوية – يمثل إشارة غير مسبوقة على استعداد الرياض لاستخدام النفوذ الأمريكي لمعاقبة أبوظبي اقتصاديًا.
استهداف شركات نفط ومجوهرات في أبوظبي ليس مجرد إجراء مالي، بل ضربة سياسية تستهدف البنية التجارية التي تعتمد عليها أبوظبي في تمويل توسعها الخارجي، خصوصًا في اليمن والسودان.
وفي المقابل، تصعيد الإمارات في اليمن باتجاه الحدود السعودية يمثل محاولة لإجبار الرياض على إعادة حساباتها عبر الضغط في الخاصرة الأمنية.
هذا التحول يُظهر أن التحالف الذي خاض حرب اليمن قبل سنوات لم يعد قائمًا. فاليوم، تتنافس الرياض وأبوظبي على قيادة الإقليم، وعلى التحكم بمسارات الصراعات المفتوحة من عدن إلى الخرطوم.
وإذا استمرت العقوبات كأداة صراع بينهما، فقد يشهد الشرق الأوسط مرحلة جديدة تتداخل فيها الحسابات الاقتصادية مع الطموحات الجيوسياسية، وربما تُرسم خرائط نفوذ مختلفة في المدى القريب.