في اختبار نفوذ جديد بين الرياض وأبوظبي: السعودية تضغط لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والانتقالي يرفض “التراجع عن مكاسب الهضبة النفطية..!
اليوم – خاص
قالت مصادر سياسية وعسكرية في حضرموت إن السعودية تمارس ضغوطاً مكثفة لإجبار قوات المجلس الانتقالي – القادمة من عدن والضالع – على الانسحاب من مناطق وادي وصحراء حضرموت، وتسليمها لقوات “درع الوطن” الموالية للرياض.
وبحسب المصادر، وضعت السعودية مسودة اتفاق تتضمن انسحاباً تدريجياً لقوات حلف قبائل حضرموت من الحقول النفطية في الهضبة، مقابل انسحاب قوات الانتقالي من المواقع التي دخلتها خارج حضرموت.
وذكرت المصادر أن حلف القبائل وافق على المسودة، بينما يرفض الانتقالي حتى الآن القبول بها، معتبراً أنها تمسّ أهم المكاسب العسكرية التي حققها بدعم إماراتي.
وأشارت المصادر إلى أن تمرير الاتفاق مرتبط بموافقة الإمارات، وأن الأمر يتطلب تفاهمات مباشرة بين الرياض وأبوظبي بشأن الامتيازات والنفوذ داخل المحافظة النفطية الواسعة الممتدة شرقي اليمن.
التحليل:
ما يجري في حضرموت يعيد رسم خطوط التماس بين السعودية والإمارات داخل اليمن، ويكشف التنافس الحاد على إدارة أهم محافظة نفطية في البلاد.
فالسعودية تريد إحلال قوات “درع الوطن” كواجهة صلبة لنفوذها، بما يضمن لها السيطرة على الحقول النفطية ومسارات الوادي والصحراء، إضافة إلى قطع الطريق أمام التمدد الإماراتي عبر الانتقالي.
في المقابل، ترى أبوظبي أن التراجع عن مكاسب الهضبة سيعيد المشهد إلى ما قبل التدخل العسكري لصالح الرياض، وهو ما يفسّر رفض الانتقالي لمسودة الاتفاق، وحرصه على تثبيت وجوده باعتباره “أفضل ورقة ضغط” للإمارات في شرقي اليمن.
هذا الخلاف يعكس أزمة ثقة متصاعدة بين الشريكين، ويتقاطع مع تحولات أوسع تشمل البحر الأحمر والسودان والقرن الإفريقي، حيث تتنافس الأطراف ذاتها على مواقع النفوذ والامتيازات الاقتصادية والعسكرية. وفي النهاية، يبقى مستقبل حضرموت مرهوناً بقدرة الرياض وأبوظبي على التوصل لتسوية تضمن تقاسم النفوذ دون الانزلاق إلى صدام بالوكالة عبر القوى المحلية.