“عدن“| عودة الاجتماعات المنفصلة بين الزبيدي والمحرمي.. صراع أجنحة الانتقالي يطفو إلى السطح..!
أبين اليوم – خاص
عادت الخلافات الداخلية لتخيّم على قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، مع تصاعد التوترات بين قياداته حول مستقبل تمثيل المجلس داخل مجلس القيادة الرئاسي.
وفي مؤشر واضح على احتدام الانقسام، عقد نائب رئيس المجلس الانتقالي وعضو الرئاسي، أبو زرعة المحرمي، اجتماعات منفصلة عن تلك التي يعقدها رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، أبرزها لقاء منفرد جمعه برئيس مجلس النواب سلطان البركاني، بعد ساعات فقط من اجتماع مماثل للزبيدي.
وكان من المفترض أن ينضم المحرمي إلى لقاء الزبيدي، إلا أن اختياره عقد جلسة مستقلة عكس عمق الخلافات المتصاعدة داخل هرم القيادة.
وتزامن ذلك مع شروع المحرمي بسحب قوات “العمالقة” التابعة له من الهضبة النفطية، وإعادة نشرها في محافظة شبوة، مناطق تمركزها السابقة، في خطوة فُسّرت على أنها تباين واضح في الخيارات الميدانية، مقابل استمرار الزبيدي في المناورة السياسية بوجه الضغوط السعودية.
وزادت حدة الخلافات مع طرح الزبيدي مقترحات جديدة خلال لقائه الوفدين السعودي والإماراتي، تتضمن إعادة هيكلة المجلس الرئاسي، عبر الإبقاء على رئيس جنوبي وعضوين فقط عن الشمال، والدفع عمليًا نحو إقالة بقية أعضاء الانتقالي في الرئاسي، وهو ما قوبل باعتراضات داخلية حادة.
ويُعد المحرمي ثاني قيادي بارز في الانتقالي يخرج عن خط الزبيدي، بعد فرج البحسني، نائب رئيس المجلس أيضًا، الذي سبق أن طالب بمنح حضرموت حق إدارة شؤونها، ولوّح برفض ضمها إلى عدن، رغم موقعه القيادي داخل المجلس.
تحليل:
تكشف هذه التطورات أن المجلس الانتقالي دخل مرحلة تآكل داخلي لم يعد من الممكن احتواؤه بالشعارات أو الاصطفاف الإعلامي، حيث بدأت التناقضات بين أجنحته العسكرية والسياسية بالظهور العلني.
فالصراع لم يعد مجرد اختلاف تكتيكي، بل بات صراعًا على النفوذ والتمثيل والنجاة داخل معادلة إقليمية متغيرة.
اندفاع الزبيدي نحو إعادة هندسة الرئاسي يعكس شعوره بتراجع موقعه، فيما تحركات المحرمي والبحسني تؤشر إلى تفكك الجبهة الجنوبية التي طالما قُدِّمت ككتلة صلبة.
ومع اتساع الفجوة بين مراكز القرار داخل الانتقالي، يبدو أن المجلس يقترب من لحظة اختبار حاسمة: إما إعادة إنتاج نفسه بتوافق داخلي حقيقي، أو الانزلاق إلى صراع أجنحة يهدد بإنهاء دوره كفاعل موحّد في المشهد اليمني.