“حضرموت“| ناشط جنوبي: بيان الخارجية السعودية: تحذير شكلي أم ضوء أخضر لتوسع الانتقالي..!
أبين اليوم – خاص
اعتبر ناشط وصحفي يمني جنوبي أن البيان الأخير الصادر عن وزارة الخارجية السعودية بشأن تمدد المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت لا يحمل في مضمونه أي تهديد حقيقي للانتقالي، بل يعكس تراجعًا واضحًا مقارنة بالمواقف السعودية السابقة.
وأوضح الصحفي علي النسي أن البيان الحالي يبدو أقرب إلى “مباركة ضمنية” لتوسع نفوذ الانتقالي في حضرموت، مشيرًا إلى أن بيان الخارجية السعودية خلال أحداث عدن عام 2019 كان أكثر حدة وصرامة، وتضمن تهديدًا مباشرًا باستخدام القوة العسكرية، وهو ما لا يتوفر في البيان الأخير.
وأضاف النسي أن التجارب السابقة أثبتت أن الانتقالي تمكن من السيطرة على المدن الجنوبية رغم التحذيرات والبيانات الدبلوماسية، كما حدث في عدن، معتبرًا أن التعويل على البيان الحالي بوصفه عامل ردع يعكس سوء تقدير للواقع.
وأكد أن من يرى في البيان ضغطًا حقيقيًا على الانتقالي بحاجة إلى مراجعة قراءته للمشهد السياسي، لافتًا إلى أن الموقف السعودي الراهن يمنح الانتقالي هامشًا واسعًا لتعزيز حضوره في حضرموت، إذا ما قورن بسلوك الرياض في محطات سابقة.
تحليل:
تكشف قراءة البيان السعودي في سياق التجارب السابقة عن تحوّل في أدوات إدارة النفوذ أكثر من كونه تغييرًا في الأهداف.
فغياب لغة التهديد الصريحة، والاكتفاء بتصريحات دبلوماسية عامة، يوحي بأن الرياض باتت تتعامل مع تمدد الانتقالي كأمر واقع قابل للإدارة لا كخطر يستوجب المواجهة.
هذا التحول يمنح الانتقالي مساحة سياسية وميدانية للمضي قدمًا في حضرموت، ويعكس في الوقت ذاته تراجع الرغبة السعودية في الدخول بمواجهة مباشرة، سواء مع الانتقالي أو مع حلفائه الإقليميين، ما يجعل المحافظة ساحة مفتوحة لإعادة رسم موازين النفوذ تحت غطاء البيانات لا تحت وقع الحسم.