كيان الاحتلال الإسرائيلي يؤكد مشاركته شرق اليمن.. ويعتبر انفصالها “أمناً قومياً صهيونياً”..!
أبين اليوم – خاص
أعلن كيان الاحتلال الإسرائيلي، السبت، بشكل رسمي مشاركته في التطورات الجارية بالهضبة الشرقية لليمن، في خطوة تتزامن مع تصاعد المواجهة بين حليفتها الإمارات والسعودية.
واستبعد الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين أي انسحاب من محافظتي المهرة وحضرموت، مقارنًا إياهما بمناطق أخرى تشهد صراعات نفوذ مثل الفاشر والأبيض في السودان وسرت الليبية.
واعتبر كوهين أن التراجع عن ما وصفها بـ“الأحواض المائية” الممتدة من المحيط الهندي وخليج عدن ومضيق باب المندب وصولًا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط يشكل تهديدًا مباشرًا لما أسماه الأمن القومي الإسرائيلي.
وجاءت هذه التصريحات بعد تلويح سعودي باستخدام القوة العسكرية ضد الفصائل الموالية للإمارات، التي تمكنت خلال الأسابيع الماضية من بسط سيطرتها على مناطق الهلال الشرقي لليمن، الممتد من حضرموت حتى المهرة، استكمالًا لخارطة نفوذ تشمل عدن وباب المندب.
وتُعد هذه التصريحات أول إعلان إسرائيلي صريح عن دور مباشر فيما تشهده المنطقة، بعد فترة طويلة من التحركات غير المعلنة تحت غطاء مطالب محلية، أبرزها مشاريع الانفصال في اليمن.
وتشير المعطيات إلى أن الصراع تجاوز أبعاده المحلية والإقليمية، ليأخذ طابعًا دوليًا أكثر تعقيدًا.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أكدت في وقت سابق فتح المجلس الانتقالي الجنوبي قنوات اتصال مع تل أبيب، بهدف الحصول على دعم عسكري وسياسي للسيطرة على الهضبة النفطية مقابل مسار تطبيعي.
كما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” المقربة من نتنياهو أن قبول هذا العرض من شأنه تعزيز السيطرة الإسرائيلية على أهم الممرات الملاحية الممتدة من المحيط الهندي وبحر العرب إلى البحر الأحمر.
تحليل:
يمثل الإعلان الإسرائيلي تحولًا نوعيًا في طبيعة الصراع شرق اليمن، إذ يكشف انتقال المنطقة من ساحة تنافس إقليمي بين السعودية والإمارات إلى عقدة استراتيجية ضمن منظومة الأمن البحري الإسرائيلي.
ربط المهرة وحضرموت بالأمن القومي الإسرائيلي يوضح أن المسألة لم تعد مرتبطة بدعم حلفاء محليين أو مشاريع انفصالية، بل بإحكام السيطرة على الممرات الملاحية الحيوية للتجارة والطاقة العالمية.
هذا التطور يضع اليمن في قلب صراع جيوسياسي دولي، ويمنح المواجهات الجارية أبعادًا تتجاوز حسابات الداخل اليمني، ما ينذر بأن أي تسوية مستقبلية ستصطدم بمصالح دولية كبرى ترى في الجغرافيا اليمنية ركيزة أساسية لأمنها الاستراتيجي.