“حضرموت“| واشنطن ولندن تحذّران من تصادم سعودي–إماراتي شرق اليمن وسط صراع نفوذ يتجاوز اليمن..!

أبين اليوم – خاص 

أعربت بريطانيا والولايات المتحدة، عن مخاوف متزايدة من احتمال وقوع تصادم مباشر بين حلفائهما في منطقة الخليج، في ظل تصاعد حدة التهديدات المتبادلة وتزامنها مع تطورات ميدانية حساسة شرق اليمن.

وخصصت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية تغطية واسعة لهذه التطورات، بالتوازي مع بيانات رسمية متجددة دعت إلى التهدئة وضبط النفس.

وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن رفض الإمارات سحب فصائلها من شرق اليمن، مشيرة إلى وجود نقاشات غير رسمية تتعلق بالشروط السياسية المترتبة على أي انسحاب محتمل.

في المقابل، تحدثت وول ستريت جورنال عن قلق أمريكي متزايد من التوتر المتصاعد بين السعودية والإمارات، معتبرة أن ذلك يمثل تحديًا مباشرًا لإدارة الرئيس ترامب التي استثمرت بشكل كبير في علاقاتها مع دول الخليج.

وأجمعت وسائل إعلام البلدين على أن الخلاف المتنامي يرتبط بمساعي النفوذ والسيطرة على الثروات، ليس في اليمن فقط، بل في السودان أيضًا، لافتة إلى أن السعودية نفذت بالفعل غارات جوية على فصائل موالية للإمارات في حضرموت كرسالة سياسية وعسكرية واضحة.

وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع صدور بيانات مسائية عن وزارتي الخارجية الأمريكية والبريطانية دعتا فيها إلى التهدئة، وأكدتا دعمهما لجهود السعودية والإمارات في اليمن، في موقف يعكس محاولة واضحة للتموضع الحيادي بانتظار مآلات الصراع. كما تزامن ذلك مع تقارير عن حراك أمريكي–بريطاني يهدف إلى صياغة اتفاق جديد بين الرياض وأبوظبي، في ظل إدراك متزايد لخطورة انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة بين أبرز حليفين لواشنطن ولندن في المنطقة.

تحليل:

تكشف هذه التطورات عن لحظة حرجة في التوازنات الإقليمية، حيث لم يعد الخلاف السعودي–الإماراتي مجرد تباين تكتيكي داخل تحالف واحد، بل تحول إلى صراع نفوذ مكتمل الأركان، تتداخل فيه الحسابات الاقتصادية والعسكرية والجيوسياسية.

القلق الأمريكي والبريطاني لا ينبع فقط من احتمال اندلاع مواجهة بين حليفين، بل من خطر انهيار منظومة النفوذ الغربية في واحدة من أهم الساحات الاستراتيجية المرتبطة بالممرات البحرية والطاقة.

وفي هذا السياق، تبدو دعوات التهدئة الغربية أقرب إلى إدارة الأزمة لا حلّها، بانتظار الطرف القادر على فرض وقائع جديدة على الأرض، وهو ما يجعل شرق اليمن مرشحًا ليكون ساحة اختبار قاسية لمستقبل التحالفات الخليجية والدور الغربي في المنطقة.