الانتقالي يلوّح بإعلان “الدولة“ ويتحدى الرياض بتصعيد عسكري خطير في حضرموت..!

5٬896

أبين اليوم – خاص 

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، اقترابه مما وصفه بـ«لحظة إعلان الدولة» في جنوب اليمن، بالتزامن مع رفضه الصريح للدعوات السعودية المطالِبة بسحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة شرقي البلاد.

وقال رئيس الجمعية الوطنية في المجلس، علي الكثيري، خلال لقائه وجهاء وأعيان مديرية رخية في مدينة سيئون، إن الجنوب يمر بمرحلة مفصلية تقترب من إعلان الدولة، معتبرًا أن هذا الهدف بات «شبه مكتمل».

ودعا الكثيري إلى توحيد الصف الجنوبي ونبذ الخلافات، لا سيما في وادي حضرموت، مع التشديد على تحصين الجبهة الداخلية من الانقسامات.

وتحدث الكثيري عن «نجاحات أمنية» قال إن قوات المجلس حققتها مؤخرًا، من بينها منع حمل السلاح وتعزيز الاستقرار، مجددًا رفضه لمطالب الانسحاب من حضرموت والمهرة، ومؤكدًا أن قوات الانتقالي «لم تعتدِ على أحد» وأن وجودها يأتي – وفق تعبيره – في إطار «الدفاع عن أرض الجنوب».

وتأتي هذه التصريحات في ظل تهديدات سعودية بالتدخل العسكري في حال رفض المجلس الانسحاب، ما ينذر بتصعيد وشيك. وفي تحدٍ مباشر لتلك التهديدات، دفع الانتقالي بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مديرية غيل بن يمين، أحد أبرز معاقل حلف القبائل المدعوم سعوديًا في حضرموت.

وأفادت مصادر ميدانية ببدء قوات الانتقالي منذ مساء أمس عمليات رصد وجمع معلومات تستهدف أركان قوة حماية حضرموت، سالم بن حسينون، تمهيدًا لتنفيذ حملات مداهمة واعتقال بحق قيادات حلف القبائل. ووصف الصحفي السعودي بدر القحطاني هذه التحركات بأنها «انتهاك جسيم ومباشر» يضع المدنيين في مرمى الخطر.

وفي سياق التصعيد، عاودت قوات الانتقالي الهجوم على نقاط تابعة لحلف القبائل، متحدية الأوامر السعودية بالانسحاب من الهضبة النفطية، وسط معلومات عن توجيهات مباشرة من قائد المنطقة العسكرية الثانية، طالب بارجاش، لتنفيذ عمليات اقتحام واعتقالات.

ومع اقتراب انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي منحتها السعودية لانسحاب قوات الانتقالي، تبدو حضرموت على شفا انفجار شامل، في ظل تصعيد غير مسبوق يهدد استقرار المحافظة وسلامة سكانها. وكانت السعودية قد أعلنت، السبت، استجابتها لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بالتدخل العسكري ضد الفصائل الموالية للإمارات شرقي اليمن.

تحليل:

تعكس تصريحات المجلس الانتقالي وتصعيده الميداني انتقاله من مرحلة المناورة السياسية إلى فرض أمر واقع بالقوة، مستخدمًا شعار «إعلان الدولة» كغطاء لتوسيع النفوذ في أكثر المناطق حساسية اقتصاديًا وجغرافيًا.

التحدي العلني للسعودية، سواء عبر الخطاب أو التحركات العسكرية، يكشف أن الخلاف لم يعد قابلًا للاحتواء ضمن التفاهمات التقليدية داخل معسكر التحالف، بل دخل مرحلة كسر الإرادات.

حضرموت، بثقلها القبلي وثروتها النفطية وموقعها الاستراتيجي، باتت ساحة الصدام الحاسم، حيث سيحدد مسار المواجهة فيها مستقبل مشروع الانفصال، وحدود النفوذ السعودي–الإماراتي، بل وربما شكل اليمن السياسي في المرحلة القادمة.

وفي ظل غياب تسوية عاجلة، فإن استمرار هذا المسار ينذر بتحويل الشرق اليمني إلى بؤرة صراع مفتوح تتجاوز تداعياته الداخل اليمني إلى الإقليم بأسره.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com