“الرياض“| تحركات اللحظة الاخيرة بحضرموت.. السعودية ترفض ضغوط دولية – أمريكية للتهدئة ومقترح لطارق والعرادة..!

5٬789

أبين اليوم – خاص 

رفضت السعودية، الأربعاء، محاولات دولية لاحتواء التوتر المتصاعد مع الإمارات في اليمن، وذلك عقب مواجهات مباشرة بين الحليفين السابقين، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق الخلاف إلى تصادم عسكري أوسع.

وأفادت مصادر دبلوماسية غربية بأن الرياض أبلغت، عبر وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، نظيره الأمريكي بأن قرار التدخل السعودي جاء بطلب مباشر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.

وجاء هذا الموقف خلال اتصالات أجراها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع نظيريه السعودي والإماراتي عبد الله بن زايد، وتركزت النقاشات حول التطورات المتسارعة في شرق اليمن، دون التوصل إلى أي اختراق يذكر.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، دفعت الولايات المتحدة بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لعقد اجتماع مع العليمي، بهدف إقناعه بالتراجع عن خطوات التصعيد، وفي مقدمتها المضي في طرد الإمارات.

غير أن العليمي رفض أي عودة عن القرار، معتبرًا أن أي تهدئة مرهونة بسحب الفصائل الموالية لأبوظبي من المحافظات الشرقية، وعلى رأسها حضرموت والمهرة.

في المقابل، دفعت الإمارات بعضوي مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح وسلطان العرادة لقيادة وساطة جديدة بين العليمي ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي.

وبحسب مصادر في مكتب العليمي، تواصل العضوان مع الطرفين لطرح مقترح يقضي بسحب كافة فصائل الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة مقابل عودة الحكومة إلى عدن وصرف المرتبات. إلا أن العليمي تمسك برفض العودة إلى عدن بأي ثمن، وأصر على نقل العاصمة المؤقتة.

وتأتي هذه التحركات السياسية المتسارعة بالتزامن مع انتهاء المهلة السعودية الممنوحة لإنهاء الوجود الإماراتي في اليمن، ما ينذر بمرحلة أكثر توترًا داخل معسكر التحالف.

تحليل:

تكشف هذه التطورات أن الخلاف السعودي – الإماراتي تجاوز مرحلة سوء التفاهم السياسي إلى صراع إرادات مكتمل الأركان، تُستخدم فيه أدوات الشرعية، والضغط الدولي، وإعادة التموضع العسكري.

رفض الرياض للوساطات الدولية يعكس قناعة بأن لحظة الحسم قد حانت، وأن أي تراجع سيعني فقدان السيطرة على الشرق اليمني، بوصفه عمقًا استراتيجيًا وثروة سيادية.

في المقابل، تحاول أبوظبي شراء الوقت عبر وساطات داخل مجلس القيادة، مستندة إلى ملفات اقتصادية ومعيشية كصرف المرتبات وعودة الحكومة إلى عدن.

غير أن تمسك العليمي بموقفه، ورفضه العودة إلى عدن، يشيران إلى أن الصراع لم يعد حول إدارة حكومة أو عاصمة مؤقتة، بل حول من يملك القرار السيادي في اليمن.

ومع انتهاء المهلة السعودية، يبدو أن اليمن دخل فعليًا مرحلة إعادة تشكيل التحالفات بالقوة السياسية والعسكرية، لا بالبيانات الدبلوماسية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com