“تقرير“| لماذا ليبيا بعد بسط أمريكا وكيان الاحتلال السيطرة على عرب آسيا..!
أبين اليوم – تقارير
تحليل/ د. ميخائيل عوض:
قد تكون مصادفةً بحتة؛ أن تنفجر أزمة حكومة طرابلس في أزمنة تحولات عاصفة في عرب آسيا.
فعرب آسيا شُلَّت فاعليتهم، وتمت السيطرة عليهم من أمريكا وإسرائيل، بعد اجتياح بغداد وإطلاق عفاريت الإرهاب المتوحش بأسماء إسلامية، ثم تدمير اليمن وتجويعه، بلوغاً لإسقاط الأسد في سوريا، ووضع لبنان تحت إدارة المندوب السامي الأمريكي عبر اللجنة الخماسية والسفارة الأمريكية.
يُمكن الاستنتاج أنَّ عرب آسيا – باستثناء الحوثيين- تم تدجينهم، وتفكيك جيوشهم، وتدمير عمرانهم، وتحويلهم إلى ساحة سائبة، يضرب بها نتنياهو حيث يقرر، ويشفط ترمب ما تبقى – أو قد يكون- من أموال بمقابل ولا أي شيء إلا بسبب ذعر الأُسر الحاكمة من تهويماته وعربداته.
ترامب لم يخفي خططه ولا طموحاته، ونفخ بمكانة إردوغان وسلَّمه سوريا ولايةً يديرها الجولاني.
عرب آسيا أو الشمال كانوا على مدى الأزمنة روح الأمة، والقيمة المضافة للشعوب، وقررت التواريخ أنَّ بغداد ودمشق عواصم الامبراطوريات، ولتقوم واحدة لابد أن يكون عرب آسيا والشمال عامودها، بما في ذلك الإمبراطوريات الإسلامية وآخرها العثمانية، التي كانت شراكة مع الشام فسَادَت.
قاتل الفراعنة في حلب وأنطاكيا، وخاضوا مع الحثين معركتين كاسرتين في قادش على العاصي، وولدت معاهدة قادش، أول عصر حضاري للإنسانية في عقد الصلح ١٢٦٨ق.م.
اللافت أنَّ مصر خسرت الإقليم الشمالي والجيش الأول، واستُبعِدت من قمة شفط التريليونات، ولم تحرك ساكناً، حتى لم يصدر عنها مواقف صلبة يُبنى عليها.
الجاري يعطي انطباعاً أنَّ هناك توافق بين الأقطاب الدولية على تقاسم العرب. فآسيا لأمريكا، وإفريقيا لروسيا والصين.
لكوننا نقرأ في الواقع، ولا نعطي وزناً لنظريات المؤامرة، وأنَّ الحرب العالمية العظمى الجارية لم تضع أوزارها بعد، وبأنَّ الصفقات تقوم بين المنتصرين لا المتحاربين. نسعى وندعو للتفكير من خارج الصندوق، فربما تكون التطورات وحاجات الأزمنة والظرف الموضوعي هي العامل الحاسم بتقرير ما يبدو تقاسم تآمري.
وأبرز أدلتنا اليمن، وتمرده وإلحاقه الهزيمة بأمريكا وعالمها وحلفائها، ومنهم ما يبدو أنَّ ترمب فوضهم بعرب آسيا، ومازالت حرب غزة جارية على أشدها، ونتيجتها ستقرر لمن يكون عرب آسيا والعرب والإقليمي.
انفجرت حكومة الدبيبة المدعومة من الإخوان المسلمين، والحاكمة كولاية تركية، في طرابلس وغرب ليبيا.
انفجارها يتقاطع مع تحولات السودان، وما حققه الجيش من مكاسب، على حساب الحسم السريع المدعوم من قطر والدبيبة.
وكلا الحدثين يستند إلى خسارة أمريكا حرب البحار، وصعود اليمن بصفة العربية الجنوبية، وجزء من عرب آسيا، ويتقاطع مع خسارة أمريكا لإفريقيا، وانحسار الأوروبيين. وربما الجاري على علاقة مع تصاعد الأزمة بين الجزائر وفرنسا، وعجز ماكرون ممثل لوبي العولمة المتكسرة أجنحته، وصهر روتشيليد، وما يستعرضه من بلاغات صوتية وحركات الجسد.
هكذا تؤشر الأحداث والتطورات على أحداث جِسام تجري وقد تتصاعد، وتأخذ العرب إلى إقليمين آسيا وافريقيا أقله راهناً ومؤقتاً. وإذا جرت الأمور هكذا، فالسؤال عن مصر؟ والحقائق تجزم بأنَّ وادي النيل، وعرب افريقيا لا تقوم لهم قائمة إلا بمصر. والعلاقة استراتيجية بين روسيا والصين، وللصين قاعدة في جيبوتي، وعينها مع روسيا على السودان والبحر الأحمر وقد بات بيد حليفهم الحوثي..!
نراقب وندرس؛ ونحاول التفكير من خارج الصندوق -دعوتنا الدائمة-، عسانا نوفق بضبط المسارات، وسيناريوهات المستقبل، والتحولات الجوهرية الجارية، على كل الأصعدة لتسريع ولادة العالم الجديد.
كاتب ومحلل سياسي لبناني.