“تقرير“| مع قرار الامارات تعجيل الانفصال.. هل اقتربت المعركة الفاصلة مع السعودية في اليمن..!
أبين اليوم – تقارير
عاودت الإمارات تحريك ملف انفصال جنوب اليمن مجدداً، فما أبعاد القرار وتداعياته؟
في خضم الجدل اليمني حول الوحدة، وبروز أصوات جنوبية من داخل القوى المنادية بالانفصال، تتمسك بالوحدة أكثر من أي وقت مضى وتمقت دعاة الانفصال وقد أظهر نحو عقد من سيطرة دعاته على السلطة في عدن مدى كارثيتهم وقد حولوا المدينة الحضارية إلى مستنقع لتجارة الجنس والمخدرات واغراق أهلها بالفقر المدقع، صدحت الامارات بكل بجاحه للمناداة بضرورة دعم الأصوات الداعية لانفصال الجنوب.
لم تكن تغريدة مستشار رئيس الامارات عبد الخالق عبدالله حول دعم الأصوات المنادية بإقامة ما سماها بدولة الجنوب العربي مجرد رأي بل تعكس توجهاً حقيقياً لدولة لا تكف عن تغذية الصراعات والحروب الأهلية مستغلة اية فجوة لتحقيق ذلك، لكن الأهم الآن البحث في أسباب ودوافع ابوظبي بعد سنوات من التبرؤ من وجودها العسكري في اليمن..
توقيت التلويح الاماراتي بالانقلاب على قادة المجلس الانتقالي الموالي لها جنوب اليمن يشير إلى أن ابوظبي باتت تخشى عزلتها في اليمن خصوصاً مع خفوت دعوات الانفصال وتراجع حدتها في ذكراها الـ35، فحتى الشارع الجنوبي ذاته لم يعد يهتم لا بوحدة ولا انفصال في ضوء ما وصل إليه الوضع تحت سيطرة تابعي الامارات ذاتهم المنادين بالانفصال..
وحتى لا تصحا ابوظبي على واقع ينسف ما بنته من إمبراطوريات مالية ونفطية وعسكرية جنوب وشرق اليمن تحاول الآن تنشيط قادة فصائلها المتخمين بالأموال التي جنوها من التجارة بالوطن والمقيمين أصلا على أراضيها.
أما من ناحية أخرى، فتزامن التصعيد الاماراتي بملف جنوب اليمن مع الحراك السعودي لإسقاط آخر مناطق النفط الخاضعة للإمارات شرق اليمن وتحديداً شبوة حيث تدفع السعودية بتغييرات في إدارة حقول النفط بالتوازي مع انتشار لفصائلها المعروفة بـ”درع الوطن” يشير على ان ابوظبي تلوح بورقة الانفصال كخيار للحرب ضد المخطط السعودي الجديد الهادف لإقصاء الامارات وانهاء المكاسب التي حققتها ابوظبي خلال سنوات الحرب.
والاهم من ذلك ان ما يثر قلق ابوظبي عودة الحراك الإقليمية والدولي في ملف السلام في اليمن وسط مؤشرات على إمكانية تحقيق تقدم بالملف في ضوء المتغيرات الأخيرة في البحر الأحمر ما يعزز مخاوف الامارات الغير مدعوة للمفاوضات من تبعات ذلك على مستقبلها في اليمن.
قد تكون الدعوة الامارات لدعم دعاة الانفصال بالانتقالي لإعادة تنشيط المجلس الذي فككت شعاراته الشراكة في السلطة الموالية للسعودية، لكنها مؤشر على أن جنوب وشرق اليمن على موعد جديد من المواجهة الإماراتية – السعودية وقد تكون المعركة الفاصلة والتي تم تأجيلها مراراً.
YNP