“تقرير“| هل قررت السعودية التخلي عن سلطتها في اليمن أم أنها تتلافى توجه أمريكي لفرض واقع جديد عليها..!
أبين اليوم – تقارير
بشكل مفاجئ قررت السعودية فك ارتباطها بالقوى اليمنية الموالية للتحالف جنوب اليمن، وقد حاصرتها سياسياً واقتصادياً، فما أبعاد التحرك السعودي وما اذا كان مجرد مناورة او يعكس توجهاً جديداً؟
في العام 2017، أعادت السعودية تشكيل السلطة اليمنية الموالية لها برئاسة عبدربه منصور هادي الذي فر من اليمن عقب تقديمه الاستقالة من منصبه في صنعاء.
جاء إعادة تنصيب السعودية لهادي بعد أيام على بدئها عدوان واسع على اليمن بمشاركة 17 دولة لم يكن هادي، وفق تصريحاته، على علم بها، وكان الهدف شرعنة الحرب التي وسمت لاحقاً بيافطة “إعادة الشرعية” لكن السعودية لم تصبر طويلاً أمام هالة الفساد القادمة من خلف الحدود والتي باتت تهدد كيان النظام السعودي ذاته وقد انخرط كبار قاداته العسكريين في اليمن بمستنقع فساد انهى على الأخضر واليابس ويستنزف مملكة النفط ذاتها..
وفي العام 2022 شرعت السعودية بالتخلص من عبئ الفساد اليمني عبر تشكيل مجلس رئاسي ونقل السلطة من هادي وحاشيته.. كان الرياض تحاول تخفف الأعباء المالية، لكنها اكتشفت بأنها وسعت دائرة الفساد وقد امتلأت كشوفات الاعاشات بالمئات من اسر وعائلات المسؤولين.
اليوم وبعد مرور نحو عقد من الزمان تحاول السعودية التخلص من كابوس السلطة الموالية لها في اليمن وقد أصبحت خطر يهددها مع دخول أطراف دولية كالولايات المتحدة وبريطانيا في محاولة لفرض واقع جديد باليمن يعيد السعودية التي تتهرب من الحرب إلى مستنقعه مجدداً.
مع ان السعودية انتهجت خلال السنوات الأخيرة أوامر صارمة تجاه القوى اليمنية ومنظومة الفساد التابعة لها خلال الفترة الماضية ونجحت بتقليص نفوذها تدريجياً عسكرياً واقتصادياً وشعبياً حتى باتت تلك القوى مجردة شعبياً ومستنزفة اقتصادياً، باستثناء قلة متخمة.
الا أن هذه المرة تبدو حاسمة وقد رفعت الرياض الكرت الأحمر بوجه تلك القوى سواء برفض رؤيتها للإصلاح ومجاهرتها بالحديث عن عدم امتلاك تلك القوى لمراكز نفوذ شعبي وميداني او بتسريب ابرز ملفاتها المتمثلة بـ”الاعاشة” وهي إشارة خطر بقرب وقفها.
فعلياً.. تبدو الترتيبات السعودية للتخلي عن قوى التحالف اليمنية في آخر درجاتها، لكن يبقى السؤال: هل قررت السعودية التقارب مع صنعاء وإنهاء سنوات من المواجهة أم إزاحة اهم خازوق تحاول أطراف دولية استخدامها ضدها لتحقيق أهداف أبعد من المملكة نفسها.
المصدر: الخبر اليمني