وفد إماراتي يهبط في عدن.. وآخر سعودي يعاود دخول الهضبة النفطية: رسائل متبادلة تحت ضغط التراجع الميداني..!
أبين اليوم – خاص
وصل وفدٌ إماراتي رفيع المستوى، الأربعاء، إلى مدينة عدن، بالتزامن مع عودة وفد سعودي إلى الهضبة النفطية شرقي اليمن، في مشهد يعكس إعادة تموضع سريعة بعد أيام من التصعيد الإماراتي قرب الحدود السعودية.
وبحسب مصادر في المجلس الانتقالي، فإن الوفد الإماراتي وصل جوًا ويضم عددًا من الضباط الكبار، بعد رحلة رُصدت على مواقع الملاحة الجوية لطائرة مرتبطة بالحكومة في أبوظبي دخلت الأجواء اليمنية عبر المجال السعودي.
وعند دخول الطائرة عدن، أخفت مسارها الجوي، في خطوة تشير إلى حساسية المهمة وطبيعة الظروف التي جاءت فيها.
وكانت السعودية قد منعت في وقت سابق هذا الأسبوع الطائرة نفسها من الهبوط في مطار سيئون الواقع في قلب الهضبة النفطية، ضمن إجراءات تضييق واضحة على التحركات الإماراتية في الشرق.
وجاء السماح السعودي الجديد بهبوط الطائرة في عدن بعد مؤشرات تهدئة أبدتها الإمارات، أبرزها موافقة الفصائل الموالية لها على السماح لوفد اللجنة الخاصة السعودية — برئاسة محمد القحطاني — بالدخول إلى مناطق حضرموت النفطية بعد منعه سابقًا.
ولا يزال غير واضح ما إذا كان الوفد الإماراتي جاء لترتيب عملية انسحاب فصائل الانتقالي التي بدأت فعليًا بإخلاء مواقعها في حضرموت، أم أنه جزء من إدارة المواجهة السياسية والميدانية مع السعودية في شرق اليمن.
– تحليل:
هذا التحرك المتزامن يكشف أن الصراع بين الرياض وأبوظبي بلغ نقطة حساسة دفعت الطرفين للانتقال من التصعيد العسكري إلى التفاوض الميداني عبر وفود عليا.
السعودية فرضت إرادتها في الهضبة النفطية ومنعت الطائرة الإماراتية من الهبوط حين أرادت، ثم سمحت لها عندما رغبت – ما يعني أن زمام السيطرة الجوية والأمنية في الشرق لا يزال بيد الرياض.
في المقابل، وصول الوفد الإماراتي إلى عدن يشير إلى محاولة لإعادة ترتيب صفوف الانتقالي بعد التراجع الأخير أمام ضغط سعودي مباشر عبر مروحيات الأباتشي والتحركات البرية.
المشهد الحالي يؤكد أن حضرموت والمهرة أصبحتا مركز الصراع الحقيقي على النفوذ الإقليمي، وأن التحركات الإماراتية باتت تُقابَل فورًا بقرارات سعودية حاسمة.
المرحلة المقبلة ستكشف: هل تميل أبوظبي نحو تفاهمات جديدة، أم أنها تُعدّ لجولة أخرى من الصراع السياسي عبر وكلائها في الجنوب؟