“حضرموت“| مع اقتراب الانتقالي من آخر معاقلها قرب العبر.. السعودية تدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة شرق اليمن..!
أبين اليوم – خاص
دفعت السعودية، الثلاثاء، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق نفوذها في شرق اليمن، في خطوة تعكس تصاعد القلق من التحركات الميدانية للفصائل الموالية للإمارات قرب الحدود.
وأكدت منصات إعلامية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي أن القوات السعودية نشرت نحو 400 مدرعة عسكرية جديدة في منطقة العبر بصحراء حضرموت، حيث جرى تسليمها لفصيل “درع الوطن” الموالي للرياض، والذي يضم آلاف المقاتلين من التيار السلفي، ويخضع لإشراف مباشر من سلطان البقمي، قائد الدعم والإسناد السعودي.
وتزامنت هذه التعزيزات مع بدء فصائل مدعومة إماراتيًا تحركات وتوغلات باتجاه المناطق الحدودية، ما أثار مخاوف من احتكاك مباشر بين الطرفين.
وفي هذا السياق، تداولت وسائل إعلام تابعة للانتقالي مقاطع مصورة لقوات “مكافحة الإرهاب” التي يقودها شلال شائع، تظهر انتشارها في عمق المناطق الصحراوية المحاذية للحدود السعودية، وهي مناطق تسعى الرياض إلى إبقائها عازلة عبر نشر فصائل محلية موالية لها.
ولم تتضح بعد طبيعة هذه التحركات السعودية، وما إذا كانت ذات طابع دفاعي بحت أم تمهيدًا لتصعيد ميداني جديد، إلا أن توقيتها يوحي بعودة أجواء التوتر، بعد أيام فقط من تهدئة هشة بين الجانبين.
تحليل:
تعكس التعزيزات السعودية في صحراء حضرموت إدراكًا متزايدًا لدى الرياض بأن النفوذ الإماراتي بات يقترب من خطوطها الحمراء، لا سيما في المناطق الحدودية الحساسة. فحشد مئات المدرعات وتسليمها لفصيل عقائدي منظم مثل “درع الوطن” يشير إلى استعداد طويل الأمد، لا مجرد إجراء احترازي عابر.
وفي المقابل، يبدو أن تحركات الفصائل الموالية للإمارات تحمل رسالة تحدٍ مباشر، مفادها أن التمدد لن يتوقف عند حدود النفوذ التقليدية.
وبين هذا وذاك، تعود المنطقة الشرقية لتكون ساحة صراع نفوذ صامت لكنه بالغ الخطورة، حيث قد تتحول أي شرارة ميدانية إلى مواجهة أوسع بين حليفين يفترض أنهما في معسكر واحد، ما ينذر بمزيد من التفكك داخل معسكر “الشرعية” وتكريس منطق المناطق العازلة بدل الدولة الموحدة.