حضرموت تقترب من الانفجار: تصعيد إماراتي، تعبئة قبلية، وحشود سعودية في سباق السيطرة على الهضبة النفطية..!
اليوم – خاص
بدأت الفصائل الموالية للإمارات، الاثنين، موجة جديدة من التصعيد ضد القبائل والقوات الموالية للسعودية في محافظة حضرموت شرقي اليمن.
وشهدت مدينة سيئون – معقل حزب الإصلاح في الهضبة النفطية – تجمعًا لعشرات من أنصار المجلس الانتقالي في ساحة الستين، للمطالبة برحيل المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة على الإصلاح والموالية للرياض.

وتأتي هذه التطورات في وقت تدفع فيه السعودية بقوات إضافية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى إلى الهضبة النفطية، بهدف دعم حلف قبائل حضرموت في معركة واسعة تهدف إلى إنهاء النفوذ الإماراتي في المحافظة، ما أشعل موجة جديدة من التوتر العسكري والأمني على امتداد حقول النفط.
وفي السياق ذاته، دفعت قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا بتعزيزات عسكرية عبر منطقة العيون باتجاه الهضبة لتعزيز مواقعها قرب حقول المسيلة، بينما استقبل حلف قبائل حضرموت تعزيزات قبلية جديدة وصل معها عدد من المشايخ على رأس حشود مسلحة، كان الشيخ عمرو بن حبريش، رئيس الحلف، في استقبالهم.
وقال بن حبريش، في مقابلة مع قناة “بي بي سي”، إن حضرموت تتعرض لـ”غزو” من قوات ومجاميع قبلية مسلحة قادمة من محافظتي الضالع ويافع، معتبرًا أن تلك القوات لا تحمل أي صفة رسمية وتسعى للسيطرة على أرض وثروة حضرموت. وأكد أن مشروع “الجنوب العربي” الذي يطرحه المجلس الانتقالي “لا يحظى بأي قبول في حضرموت”، وأن أبناء المحافظة متمسكون بخيار الحكم الذاتي.
وأشار بن حبريش إلى أن أبناء حضرموت يدافعون عن مناطقهم بإمكانات محدودة دون أي دعم خارجي، داعيًا السعودية والمجتمع الدولي إلى التدخل وفهم ما يجري على الأرض. وانتقد الدعم الإماراتي لقوات المجلس الانتقالي، مؤكدًا تمسك الحلف بتشكيل قوة عسكرية تتبع حضرموت بشكل كامل، أسوة بالنماذج القائمة في محافظات أخرى.
التحليل:
يكشف المشهد الحالي في حضرموت عن تحول جذري في قواعد الاشتباك بين السعودية والإمارات داخل أكثر المحافظات حساسية من حيث الثروة والموقع. فالدفع السعودي بقوات المنطقة العسكرية الأولى يهدف إلى تثبيت موطئ قدم صلب يمنع الانتقالي من السيطرة على الهضبة النفطية، بينما تعتمد الإمارات استراتيجية “التكديس البشري” والضغط الشعبي عبر حشود الانتقالي في سيئون، في محاولة لخلق بيئة مهيأة لفرض واقع جديد.
من جهة أخرى، تبرز التعبئة القبلية بقيادة بن حبريش بوصفها العامل الأكثر تأثيرًا على الأرض. فالحلف لا يكتفي بالدفاع، بل يعلن صراحة رفضه للمشاريع السياسية القادمة من خارج حضرموت، سواء كانت مشاريع انفصال أو إعادة صياغة الجنوب بقيادة الانتقالي. ويؤشر انتقاد بن حبريش للدعم الإماراتي للانتقالي إلى وجود رغبة واضحة لاستعادة “القرار الحضرمي” وتشكيل قوة مستقلة بعيدًا عن المظلات الخارجية.
التناقض بين المشروع الإماراتي – القائم على تثبيت الانتقالي كذراع سياسي وعسكري – والمشروع السعودي – الذي يدعم القبائل والمنطقة العسكرية الأولى – يمثّل نقطة الاشتعال الأساسية.
ومع استمرار تدفق التعزيزات من الطرفين، ومع عودة الخطاب القبلي إلى الواجهة، تبدو الهضبة النفطية مرشحة لأن تصبح نقطة الانفجار الأوسع في الشرق اليمني، ما لم تجرِ تسوية عاجلة تحد من سباق السيطرة على مناطق النفط.