“حضرموت“| اندلاع الاشتباك الأول بين السعودية والإمارات بالوكالة: معركة النفوذ تتفجّر في وادي النفط..!

5٬883

اليوم – خاص 

اندلعت، مساء الثلاثاء، أولى الاشتباكات من نوعها بين قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية للسعودية، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، في وادي حضرموت، وسط تصاعد غير مسبوق في التوتر داخل المحافظة النفطية شرقي اليمن.

ووفق مصادر مطلعة، فقد قصفت قوات المنطقة الأولى مواقع استحدثتها قوات الانتقالي في جبال مديرية ساه باستخدام الدبابات، في محاولة لوقف تقدمها باتجاه مناطق النفوذ السعودي في وادي حضرموت.

من جانبها، أكدت قناة “عدن” التابعة للمجلس الانتقالي أن التحركات العسكرية تهدف للسيطرة على مواقع المنطقة العسكرية الأولى وطرد قواتها من الوادي بالكامل.

ويأتي ذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات جديدة للانتقالي إلى هضبة حضرموت، للالتحاق بالقوات المتمركزة قرب حقول النفط، حيث تنتشر قوات حلف قبائل حضرموت بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش.

وبحسب مصادر عسكرية، فقد أوعزت السعودية لقوات “درع الوطن” بالتدخل لإسناد قوات المنطقة الأولى ومنع تقدم قوات الانتقالي، وسط مخاوف من انهيار مواقعها.

وعقدت قيادات من “درع الوطن” اجتماعات مكثفة مع قائد المنطقة الأولى اللواء صالح الجعيملاني بهدف تنسيق الدفاع المشترك، تلاها تنفيذ جولات ميدانية في الخطوط الأمامية لعرقلة تقدّم الانتقالي.

وفي سياق المساعي لاحتواء الأزمة، كشفت مصادر أن الرياض عرضت خيارات على قوات المنطقة العسكرية الأولى، بينها السماح بانتشار قوات ممولة سعوديًا في مناطقها أو مواجهة زحف الانتقالي.

كما طرحت مقترحًا ينص على انسحاب قوات حلف القبائل من المواقع النفطية واستبدالها بقوات من “درع الوطن”، إضافة إلى انتشار قوات سعودية الولاء في الهضبة لضبط الأمن.

وتضمن المقترح أيضًا عودة قوات الانتقالي من حيث قدمت قبل دخول حضرموت، على أن تخضع قوات “درع الوطن” المنتشرة في الهضبة والحقول النفطية لقيادة المنطقة الأولى عملياتيًا.

لكن هذه المقترحات واجهت رفضًا قاطعًا من المجلس الانتقالي الذي يشترط – كشرط وحيد – خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت باتجاه مأرب.

التحليل:

تمثّل الاشتباكات في وادي حضرموت منعطفًا حاسمًا في التنافس السعودي–الإماراتي غير المعلن. فالمعركة لم تعد صراع نفوذ بين القوى المحلية فحسب، بل تحوّلت لأول مرة إلى مواجهة مباشرة بالوكالة داخل أبرز مناطق الطاقة اليمنية.

السعودية تسعى للحفاظ على وادي حضرموت كآخر خطوط نفوذها العسكري بعد تقليص دورها في الجنوب، بينما تدفع أبوظبي بقوات الانتقالي لتثبيت سيطرة كاملة على الهضبة والحقول النفطية، بما يتصل بمشروع أوسع لربط الساحل الشرقي بساحل بحر العرب.

أما دخول “درع الوطن” إلى المشهد فيكشف حجم القلق السعودي من انهيار المنطقة العسكرية الأولى، وما قد يعنيه ذلك من انتقال السيطرة الإماراتية إلى كامل الشريط النفطي. وفي المقابل، يرى الانتقالي أن لحظة الحسم قد حانت ولن يقبل بأي ترتيبات تُعيد تدوير نفوذ الإصلاح أو المنطقة الأولى.

بالمحصلة، يتجه وادي حضرموت نحو واحدة من أخطر فترات إعادة التموضع الإقليمي، وقد يتحول الاشتباك الأخير إلى شرارة لإعادة رسم حدود النفوذ بشكل أعمق مما جرى في شبوة وعدن خلال السنوات الماضية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com