لا تُحرر الأوطان بالتنازل عن سيادتها..!
بقلم/ عبدالكريم سالم السعدي
من ينتظر خلاص الوطن على يد المليشيات القروية والمناطقية والطائفية أو على يد شرعية ربطت الحبل بعنقها وسلمت زمامها لمن لديه ألف دافع لتدمير ذلك الوطن ومحو ملامحه والقضاء على وجوده فهو كمن يستجدي الحياة ممن لا يملك له إلا الموت.
الوطن اليوم بكل قضاياه شمالها وجنوبها يحتاح إلى تيار وطني متحرر من سطوة دوائر الإستخبارات الإقليمية والدولية وقادر على فرض الندية وبناء جسور علاقاته مع الجميع على أساس حماية السيادة الوطنية.
من الغباء التفريط في الوطن الماثل على الواقع مقابل أوطان ما زالت في علم الغيب ومازال مصيرها محكوماً بمفاتيح ادراج مكاتب ضباط مخابرات الإقليم ومرهوناً بمصالح تلك الدوائر وتتقاذفه صراعات الأشقاء.
على قوى الشمال والجنوب الوطنية التي لم تحلف بعد يمين الولاء لدول الإقليم واستخباراتها والتي لم تُسلّم رقابها لتلك الدوائر وتصبح رهينة لها ، والتي لم تتلطخ ايديها بأموال تلك الدوائر القذرة أن تجمع شتاتها وتؤجل تبايناتها وتجتمع على أهداف حماية السيادة، وإيقاف الحرب، وإيجاد حلول لقضايا الشمال والجنوب العالقة على أساس استفتاء أبناء الشمال والجنوب وليس على أساس شعارات قوى بات أمرها بيد الداعم المالي لها والموجه لتحركاتها والصانع لاهدافها.
كلما تأخر تحرك القوى الوطنية كلما استمر عبث أطراف التحالف باليمن وشعبه وقضاياه إما من خلال تأجيل (إخلاص نواياها) بوضع حد لحالة الحرب على الأرض، أو من خلال ممارسة سياسة إبقاء الكل حياً ولكن غير فاعل.
ستستمر أطراف التحالف في تبنّي ظاهرة خلق التحالفات العصبوية لخدمة اهدافها في المقام الأول، وسنجد أنفسنا بعد كل حالة احتياج إقليمية أمام حالة تحالفية جديدة على شاكلة ما سمي باتفاق الرياض بين بعض أطراف الشرعية وبعض المليشيات الإماراتية المسلحة في مناطق الجنوب المحررة.
عبدالكريم سالم السعدي
30 يونيو 2021م