من البديهي ان العالم الراسمالي يحتكر المعرفة والتقنية والبحث العلمي والتصنيع والزراعة والنهوض والتنمية ويحرمها على دول وشعوب الارض .وعلى الوطن العربي على وجه الخصوص لحماية مصالحه وهيمنته وحماية امن العدو الصهيوني راعي الهيمنة والمصالح الاميركية في المنطقة. وامتلاك اي قطر من اقطار الوطن العربي لاي مرفق تنموي يضعه في دائرة الاستهداف الصهيو اميركي بشتى الرسائل والسبل . ومن هنا اتى العدوان الاميركي على العراق والمقاومة اللبنانية وسورية وايران لكونها جزء لا يتجزأ من محور المقاومة وتقدمها وازدهارها يشكل خطراً على الوجود الاميركي ، وعلى العدو الصهيوني وبحرمانها من امتلاك البحث العلمي . ومن هنا اتى الاستهداف الاميركي المستمر لايران وحصارها الاقتصادي ومنعها من امتلاك المعرفة والتقنية والتقدم وامتلاك الطاقة النووية في الوقت الذي تحمي امتلاك العدو للطاقة النووية وتزوده بتحدث ترسانات الاسلحة في العالم . واستهداف العالم النووي اليوم المتوقع والمنتظر ( ليس تحديداً لشخص بعينه بل القيام بعمليات اغتيال وتخريب وتفجير للفتن والتناقضات الداخلية) اتى في سياق المعركة المفتوحة وتكرار لاغتيال الشهداء سليماني والمهندس ورفاقهم ، الذي استوجب الرد باستهداف قاعدة عين الاسد التي اعترف ترامب باستهدافها ، واسقاط الطائرة الاميركية بافغانستان والتي كانت تقل عدداً كبيراً من الضباط الاميركيين ، ولازال استهداف الوجود الاميركي العسكري بالعراق ، والرد الايراني على عملية اغتيال العالم النووي سيكون قاسياً ورادعاً . والعدوان على ايران بهذه الكيفية والاساليب يأتي نظراً لصعوبة القيام بعدوان عسكري وتدمير المنشئات النووية . في المعارك المحتدمة تقع الخسائر والدمار والقتل والاغتيال والحرب النفسية مهما كانت الوسائل الدفاعية والتحوطات والحرص . إن ما حدث هو بلطجة اميركية موصوفة وضرب بعرض الحائط بالقوانين والاتفاقيات والهيئات والاعراف الدولية ، واعتداء على موظف رسمي بدولة ذات سيادة فالعالم الايراني مساعد لوزير الدفاع الايراني وهذا منصب رسمي . إن عمليات الاغتيال والتخريب والتدمير والتفجيرات واثارة القلاقل والفتن كانت ولا زالت خياراً منتظراً بسبب انحسار الخيار العسكري . كما إن على ترامب ونتن ياهو تقديم انجازات من اي نوع ممكن للداخل الاميركي والصهيوني وارسال رسائل طمأنة وابتزاز لمحميات الخليج وللارهابيين والعملاء العرب لكن حسم الحروب بتراكم الانتصارات الميدانية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية وامتلاك الحق وارادة الصمود والانتصار و للمنتصر النهائي وتراكم اضطراد التطور الكمي يؤدي بالضرورة لتحول تفوق نوعي ، وهي معركة مواجهة مستمرة لن تحسم بالضربة القاضية بل بالنفس الكفاحي الطويل وبالنقاط ، وبالتحوط واحكام البناء العسكري التسليحي و الامني – الامن الداخلي ، والاستخباري – اي استطلاع قدرات العدو ونواياه والحد من عملياته بعمليات استباقية وردعه ومن يضحك اخيراً يضحك كثيراً .