“مقالات“| الانتقالي.. بين شعارات التحرير وواقع التماهي مع القوى اليمنية..!
أبين اليوم – خاص
في مشهد سياسي يزداد تناقضاً، يظهر المجلس الانتقالي الجنوبي وهو يرفع شعار “فك الارتباط” و”استعادة الدولة الجنوبية” في وجه القوى اليمنية، بينما يمارس فعلياً شراكة سياسية وأمنية واقتصادية معها في إدارة الجنوب، وتقاسم ثرواته، وممارسة القمع ضد أبناءه.
فأي مشروع تحرري يمكن أن يُبنى على تحالفات مشبوهة مع من شنّوا حرب 7 يوليو ضد الجنوب، وداسوا على تضحيات شعبه؟ وأي دولة جنوبية يُراد استعادتها، وقادة الإصلاح والمؤتمر محميون داخل معاشيق، في الوقت الذي يُقمع فيه شباب عدن لمجرد خروجهم مطالبين بحقوقهم الأساسية كالكهرباء والخدمات؟
من يرفع راية التحرير، ثم يجلس على طاولة الحكم مع ذات القوى التي احتلت الجنوب وسفكت دماء أهله، لا يمكن أن يكون ممثلاً لطموحات الشعب الجنوبي، ولا حاملًا لمشروعه الوطني.
الأدهى من ذلك، أن الانتقالي ذاته الذي يتهم المحتجين بأنهم “مدعومون من القوى اليمنية” هو نفسه من يدير المشهد العسكري والسياسي والإعلامي جنبًا إلى جنب مع تلك القوى، في غرف مغلقة يخطط فيها مستقبل الجنوب دون أبناءه. وتوقيعه مؤخرًا شراكة إعلامية مع طارق عفاش، والذي يمثل والده وعمه أحد رموز حرب 94، ليس إلا دليلًا إضافيًا على هذا التماهي السياسي الخطير.
إن التناقض بين الخطاب والممارسة، وبين الشعار والحقيقة، لم يعد قابلاً للتجميل أو التبرير. فالشعب الجنوبي لم يضحِ لعقود من أجل أن يُستبدل الاحتلال بوصاية، ولا النظام العسكري المركزي بتحالفات مصلحية تعيد تدوير أدوات الماضي.
الدولة لا تُستعاد بالاستهلاك الاعلامي والخطابات الارتجالية، بل بمواقف واضحة وجريئة على الأرض تترجم ما يُقال، وتُنهي التبعية وتقطع مع رموز الفساد والحرب، وتعيد القرار الجنوبي لأهله دون وصاية أو شراكة مذلة مع أحد ولو فرضتها دول الاقليم.
بقلم: سالم عوض الربيزي